قد يكون الشك بالذات عقبة كبيرة أمام تحقيق أهدافك و عيش حياة مرضية. فهو يفتح المجال لعدم اليقين و يغذي المخاوف و يقوض الثقة. لكن الأمر المطمئن هو أنه بإمكانك يا أوركيدتي التغلب عليه، فهو يعتبر عقلية و من الممكن تغييرها. من خلال دمج ممارسات يومية بشكل واعٍ و متعمد، يمكنك بناء ثقة دائمة و احتضان إمكاناتك الكاملة. و هذا ما سنتحدث عنه في مقالة اليوم
بداية .. ما هو الشك بالذات؟
الشك بالذات هو أفكار تدور في عقلك كأنها صوت داخلي، يشكك في قدراتك أو قراراتك أو قيمتك. رغم أن جرعة صغيرة من الشك بالذات يمكن أن تدفعك للتأمل الذاتي و النمو، إلا أن الشك بالذات المزمن و المتكرر يمكن أن يؤدي إلى تفويت الفرص و القلق و الركود. و هذا ما يجعل التعرف و إدراك أنك تعانين من الشك بالذات و بالتالي اتخاذ خطوات عملية لتخطيه أمر ضروري للنمو الشخصي و النجاح.
كيف نتغلب على الشك بالذات؟
مثلما أخبرتك يا أوركيدتي، فإن التغلب على الشك بالذات ممكن، لكن ذلك يتطلب جهداً و التزاماً منك بالتنفيذ و الممارسة. لذلك دعيني أخبرك عن 10 ممارسات عملية يومية ستساعدك في التغلب على الشك بالذات و تنمي لديك الثقة التي مع الوقت و الممارسة لا تتزعزع:
1. ابدئي يومك بالتوكيدات الإيجابية
التوكيدات هي عبارات قوية إيجابية يمكنها إعادة صياغة أنماط تفكيرك. ابدأي يومك بالتأكيد على نقاط قوتك و قدراتك. سأعطيك بعض الأمثلة على التوكيدات:
- “أنا قادرة على تحقيق أهدافي”
- “أنا أستحق النجاح و السعادة”
- “أثق بنفسي لاتخاذ القرارات الصحيحة”
اكتبي هذه التوكيدات، أو قوليها بصوت عالٍ، أو ضعيها في مكان ترينه بشكل متكرر مثل فوق طاولتك، أو أمام الطاولة حيث تجلسين للعمل أو الدراسة، أو حتى على شاشة جوالك. فالتكرار يساعد في تعزيز إيمانك بقدراتك.
2. كوني لطيفة مع نفسك
كيف تعاملين صديقتك المقربة إذا راودتها الشكوك عن نفسها؟
بالضبط، مثلما تعاملين صديقتك، عاملي نفسك. كوني لطيفة مع نفسك عندما تظهر لديك الشكوك حول نفسك، و تجنبي النقد القاسي و جلد الذات. بدلًا من ذلك:
- اعترف بمشاعرك دون إصدار أحكام.
- ذكّري نفسك بأن الجميع يمرون بانتكاسات و إحساس بانعدام الأمان.
- استبدلي الحديث السلبي مع نفسك بكلمات مشجعة.
على سبيل المثال، بدلًا من قول “أنا سيئة في هذا”، قولي “أنا أتعلم و أتحسن كل يوم”.
3. حددي أهدافاً صغيرة قابلة للتحقيق
قومي بتقسيم أهدافك الكبيرة إلى مهام أصغر يمكن إدارتها. إن إكمال هذه المهام يعزز شعورك بالإنجاز و يقلل من الشعور بالإرهاق. كل نجاح، مهما كان صغيراً، يبني الثقة و يزيل الشك بالذات.
على سبيل المثال، إذا كنت تشكين في قدرتك على قيادة مشروع ما، فابدأي بمعالجة جانب صغير منه ثم قومي بالبناء عليه.
4. احتفظي بمذكرات إنجازاتك
في نهاية كل يوم، اكتبي ثلاثة أشياء أنجزتيها. قد تكون هذه “الإنجازات” بسيطة مثل إكمال مهمة، أو حل مشكلة، أو تعلم شيء جديد. يساعد التفكير في إنجازاتك في التغلب على الشك بالذات من خلال تذكيرك بقدراتك.
5. تحدي الأفكار السلبية
غالباً ما ينبع الشك بالذات من مخاوف غير منطقية أو مبالغ فيها. تحدَّي هذه الأفكار من خلال طرح الأسئلة التالية:
- هل هذه الفكرة مبنية على حقائق أم افتراضات؟
- ما الدليل الذي يدعمها أو يدحضها؟
- ما هو أسوأ سيناريو ممكن أن يحدث، و ما مدى احتمالية حدوثه؟
من خلال التشكيك في صحة أفكارك السلبية، يمكنك إعادة صياغتها لأفكار أكثر توازناً و تمكيناً.
6. تخيلي النجاح
اقضي بضع دقائق كل يوم في تصور نفسك تحققين أهدافك. تصوري الخطوات التي ستتخذينها و النتيجة النهائية الإيجابية. يعمل التخيل على تدريب عقلك على توقع النجاح، مما يعزز الثقة و يقلل من الشك بالذات.
7. أحيطي نفسك بأشخاص إيجابيين
يمكن للأشخاص الذين تتفاعلين معهم أن يؤثروا بشكل كبير على تفكيرك. ابحثي عن أصدقاء أو مرشدين أو مجتمعات داعمة تشجع على النمو و الإيجابية. ابتعدي عن أولئك الذين ينشرون السلبية أو الشك.
8. التعلم و النمو من خلال التحديات
بدلاً من الخوف من الأخطاء، انظري إليها باعتبارها فرصاً للتعلم و النمو. تبنَّي عقلية النمو من خلال تذكير نفسك بأن:
- الفشل هو إعادة تصحيح مسارك لتتجهي نحو النجاح
- كل تجربة، سواءً كانت إيجابية أو سلبية، تزيد من مرونتك و مهاراتك.
- لديك القدرة على التحسن بالجهد و المثابرة.
تحدثت في مقالة سابقة عن عقلية النمو و كيف بإمكانك تبنيها. سأدع لك رابط المقالة لتقرأيها: عقلية النمو تفتح لك آفاق جديدة
9. حافظي على الاستمرار في عنايتك لذاتك
إن الصحة البدنية و العاطفية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالثقة بالنفس. لذلك تأكدي من:
- تناول وجبات مغذية.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- أخذ فترات راحة لإعادة شحن طاقتك.
تذكري أن عنايتك بذاتك تعزز من مرونتك و تساعدك على معالجة الشك بالذات بشكل أكثر فعالية.
10. احتفلي بتقدمك
اعتزي بإنجازاتك و احتفلي بها، مهما كانت صغيرة. سواء كان الأمر يتعلق بإكمال مهمة ما، أو الخروج من منطقة الراحة، أو التغلب على الخوف، فإن الاحتفال بتقدمك يعزز صورة الذات الإيجابية و يبني الثقة بنفسك.
في الختام
إن التغلب على الشك بالذات هو رحلة و ليست وجهة. و من خلال دمج هذه الممارسات اليومية في حياتك، يمكنك تحويل الشك بالذات تدريجياً إلى ثقة بالنفس. تذكري يا أوركيدتي أن الثقة هي مهارة تنمو مع الوقت و المثابرة. آمني بقدرتك على النمو، و اتخذي خطوات صغيرة كل يوم لتقتربي من النسخة الواثقة و المتمكنة من نفسك.
ابدأي اليوم – لأن أفضل طريقة للتغلب على الشك بالذات هي الشروع في التطبيق و الممارسة .. أنتي قادرة على ذلك
ألقاك في مقالة قادمة يا أوركيدتي .. و حتى ذلك الحين، أتركك في حفظ الحفيظ
مساعدة مؤسسة و صانعة محتوى موقع أوركيدفل لايف ستايل
مدربة معتمدة في الوعي الإنساني و التنمية الذاتية
ممتنة لك من القلب يا هدى على هذه المقالة الرائعة .. في فترة من الفترات.. كان كثير اشك بنفسي وقدراتي وهذا الشيء خلاني اتراجع في حماسي للحياة ولاعمالي و دراستي .. وكنت استخدم كثير التوكيدات الايجابية اللي تذكرني بان مهما حسيت حاليا بالشك من نفسي وقدراتي فعندي القرار للتخلي عن هذا الشك .. سلمت اناملك المبدعة عزيزتي ✨💖
شكرا لك على هذه النصائح الاكثر من رائعه كل التوفيق لكِ عزيزتي
أقول بكل ثقة “أنا أقدر”
شكراً هدى على المقالة💜🪻