أهلاً وسهلاً بكن أوركيداتنا الجميلات، في مبوبة استلهمي.
نعيش لنحيا.. لكن، هل نحن حقاً نحيا الحياة التي ابتغينا أن نعيشها؟!
هل التمسنا السبل التي توقظ في بواطننا بواكر الحياة؟!
كم مرةً استيقظ الفجر بداخلنا؟! كم مرةً أشرق مِنَّا النهار؟!
وكم لبثنا في كهف أجسادنا بلا أمطار أو أنهار؟!
أحببت في هذا المقال أن آخذكن معي في رحلة حياة، للنظر عن كثب، في بعض فصولها، بمصاحبة بطلتها الحقيقية، اليوغا..
مقال، كتبته لَكُنْ ونظمته، بكل الحب، بكلماتٍ نبعت من أعماق رحلتي مع اليوغا وما وجدته فيها من بديع الأثر على كُل فصولها، لنستكشف منه سوياً، كيف هي الحياة بعد اليوغا!
لقد كانت رحلة ازدهار، ترابطت بها أطراف الحياة التي أحياها، بِرواء اليوغا وتناغمت
ذلك النبع من الحياة، وتلك البوابة التي لم أعلم، ولم أكن لِأَعلم، أنني سأعبر من خِلاَلِها
وكأنها مني، لأعبر من خلالي، لها…
حقاً.. لا أعلم كيف أصوغها لكم!
لقد كانت اليوغا الموجة العذبة التي قلبتني، وبتقلبي في جوفها؛ غسلتني
البذرة، التي كنت أسقيها -بماء رحلتي في الحياة- ولم أعلم يوماً ماهيتها
الصُدْفة التي؛ غمَرتني فغيرتني، والسحابة التي بروائها أمطرتني
السفينة التي؛ من الغرق أنقذتني، من التيه أعادتني، ومن قاع الجنون انتشلتني
ذرات الهواء التي؛ من أنفاسي أعادتني، من خارجي إلى داخلي أودعتني، أمانةً في قلبي
كم قربتني مني! وكم أحببتني بعدها!
تعالوا معي صديقاتي، لأعرفكن على هذا العالم الخفي الجلي، الذي جمعني بي..
ولنتسائل بدايةً!
نورتني معلمتي نوف المَرْوَعي، قائدة مدرسة تعليم اليوغا في بلدي
والتي أمْتنُّ لها من أعماق قلبي، لأنها، هي من احتوتني، ومن درستني علم اليوغا وتاريخها -من خلال أبحاثها ودراساتها في الهند- عبر معلمات رائعات -يمتلكن قلوباً رحيمة، كريمة، متسعة وكبيرة- ومن هذا المنهج بكل الحب علموني كل ما سآتيكم على ذكره.
أولاً أن لفظ كلمة (يوغا) لم يكن في أصل اللغة الهندية القديمة، وأنَّ سبب هذا المسمى (يوغا) نشأ من ترجمة اللفظ الأصلي (Yoke) من اللغة السنسكريتية الهندية القديمة لِلُّغةِ الإنجليزية
وتُعَدُّ معرفة المعنى الأصلي لكلمة (Yoke) مسألةً مهمة؛ وذلك لفهم، طبيعة أصل التناغم الذي يُشير إليه لفظ (Yoke)
تعني كلمة (Yoke): الربط
وبجملةٍ أكثر وضوحاً تعني: الربط بتناغم بين الأشياء،
اقتبس الفلاسفة الهنود اسم (Yoke) نتيجةً لتأملاتهم في الكون ورموزه، مِن ما يعرف بال(YUJ، يوج) والذي ينطق (بحرف الجيم الفُصحى) وهو الرباط الذي يَرْبِط الفلاحون به الثيران والأبقار.
ويعود سبب ذلك الاقتباس إلى قُوَةِ رباط اليوج، التي كانت تضفي تناغماً بديع في حركة الثيران أثناء سيرها
وبناءً على ذلك، جعل الفلاسفة الهنود من قوة وتناغم رباط اليوج رمزاً للقوة، ورمزاً للربط بتناغم بين الأشياء، حيث أطلقوا على كل ما هو متناغم في الوجود، لفظ (يوج).
وسنأتي على إيضاح ذلك لاحقاً إن شاء الله.
إن هذا التعريف يأخذ بيدنا إلى؛ ضرورة معرفة مصدر ونشأة اليوغا
فهلُّموا معي يا صديقاتي، لنتعرف عليهما..
مما لا شك فيه أننا نعلم، أن لكل شيء في هذا الوجود مصدر نشأة، وكذلك اليوغا، التي نشأت منذ القدم، في حضارة الوادي الهندي القديم على نهر السرازفتي، منذ أكثر من 3000 إلى 4000 سنة قبل ميلاد المسيح عليه السلام
بل وقد قيل، أنها وُجدت قبل ذلك ب8000 إلى 10000 سنة، وقد كان هناك دليلٌ على ذلك وهو:
أنه تم العثور حول منطقة الهند -المعروفة قديماً بهندوستان- على آثار لرسومات ومنحوتات حجرية كاملة –أو بعبارة أُخرى أكثر وضوحاً (منحوتات غير متآكلة)- لوضعيات يوغا، كانت قد نحتت على الجبال، والتي كان الهدف الأساسي منها، الجلوس فيها؛ للتأمل
نَشَأت اليوغا من إحدى مدارس الدارشان Darśana الفلسفية
وقد كان عددها ست مدارس مختلفة فيما بينها، تواجدت في الحضارة الهندية القديمة
وكانت قائمة في دراستها على فلسفات كونية متنوعة، لدراسة واستكشاف الكون.
دارشان Darśana تعني: وجهة نظر
إحدى هذه المدارس الست، مدرسة واسعة وفضفاضة، تخصصت في علم اليوغا وهي: مدرسة السامكِيَّا الفلسفية
مؤسس هذه المدرسة: كْرِيبْولا والذي كان يُطلق عليه: محامي علم النفس القديم
وذلك لأنه الفيلسوف الأول الذي تحدث وكتب عن علم العقل، أي ما يعرف اليوم ب (علم النفس الحديث)
وكما ذكرت لكم آنفاً أنه في ذاك الزمان، أطلق المعلمون والمتفكرون الفلاسفة -القائمون على مدارس الدارشان Darśana الفلسفية- لفظ (يوج Yuj) كوصف للتكامل، على كل ما هو متناغم ومتكامل في هذا الوجود
وسأذكر لكم كمثال على ذلك: وصفهم لتكامل الفصول في علم الفلك بلفظ (يوج)، ووصفهم لتكامل الصحة الجسدية والصحة العقلية بلفظ (يوج)، وغيرهم…
اعْتَبَرت مدرسة السامكِيَّا الفلسفية، اليوغا: منهج علمي، صحي، متكامل. وذلك، لقدرة اليوغا على الموازنة بين قوى العقل، والنَّفْس، والجسد، وربطهم جميعاً بالتَنَفُّس، كل ذلك لهدف واحد وهو: ضبط النفس، لتهذيب العقل وتثبيط انفعالات الوجدان، بغية الوصول لأعلى مراتب التأمل.
وذلك حسب قول الحكمة الثانية من حكم اليوغا التي جمعها الحكيم باتانجلي في كتاب حكم اليوغا(YOGA-SUTRAS OF PATANJALI)
yogas citta-vrtti-nirodhah
اليوغا تكبح العقل، تراقبه وتقوده لتثبيط وتوجيه اضطرابات الوجدان
إن هذا المنهج الفلسفي والعلمي لم يعتمد فقط على تعلم وضعيات اليوغا (الأسانا) وإنما اعتمد على دراسة عميقة فلسفية لمنهج (الراجا يوغا)، وأيضاً دراسة منهجية علمية للجسد من علم (الهاثا يوغا)، وكذلك دراسة علمية لما يحتاجه هذا الجسد من غذاء بتعلم علم (الأيروفيدا)، وما يحتاجه من ثبات واتزان بتعلم (الأسانا) التي تفيدة في تقوية بنيته الجسدية، ثم ربط كل ذلك بالنَفَسْ، بتعلم تقنيات التَنَفُّسْ (البراناياما). وقد اعتمد منهج اليوغا في دراسته تلك، على أكثر وأعمق من ذلك.
ومن هنا سأنتقل بكم لجزئية مهمة، وهي فقرة التعرف على أنواع اليوغا، فهلُّموا معي يا صديقاتي لنتعرف عليها..
لليوغا التقليدية عشرة أنواع منها حركي ومنها فلسفي، سأذكر لكم منها نوعين فقط، وذلك نظراً لاحترام حجم المقال.
الهاثا يوغا: هي المنهج العلمي، العملي والحركي من اليوغا، قام العلماء بجمع علومها في كتاب واحد اسموه (Hatha-Yoga-Pradipika)، هدفها: تنقية الجسد.
تعتمد على الأسانا ثم بعد اتقان الأسانا ينتقل الطالب لمرحلة تعلم تقنيات التنفس (البراناياما) وذلك لهدف وصول العقل لمرحلة التركيز، حتى الوصول للقدرة على بلوغ مرحلة التأمل، أي بمعنى أن الهاثا يوغا هي بوابة للراجا يوغا التي سأشرحها لكم في الفقرة التالية
وتعتبر الهاثا يوغا المظلة، التي يندرج تحتها جميع أنواع اليوغا الرياضية الحركية، ومنها على سبيل المثال: هاثا يوغا، فينياسا يوغا، آشتانغا فينياسا يوغا، آينغر يوغا، يِن يوغا…
الراجا يوغا: وهي المنهج الفلسفي من اليوغا، الذي نشأ منذ القدم وقد كانت الراجا يوغا فلسفة متكاملة، تُعلم للطلاب شفهياً من المعلم للتلميذ مباشرة، ثم قام الحكيم باتانجلي بجمعها على هيئة حِكم (سوترا) في كتاب اسمه (YOGA-SUTRAS OF PATANJALI) تسمى مخطوطات باتانجلي
وقد ذكر في مخطوطاته تلك، الثمانية أذرع التي يعتمد عليها الطالب لتعلم اليوغا في ذلك العهد القديم. وتعرف هذه الثمانية أذرع باللغة السنسكريتية (آشتانغا يوغا) وهي: (الياما، النياما، الأسانا، البراناياما، البراتيهارا، الدَهارانا، الدَاهيانا، السامادي) مع العلم مجدداً أن جميع هذه المسميات لا ينطق فيها حرف المد الأخير.
باختصار شديد -اعتذر عليه مقدماً لأنه سيهضم حقها- وهو:
أولاً يتم تعليم الطالب حقيقة الأخلاقيات من الذراعين (الياما والنياما) وعليه شرط اتمامها، ثم بعد إتمام تعلم وتطبيق الأخلاقيات يتم تعليم الطالب الذراع الثالث (الأسانا)، ثم بعد أن يتم الطالب اتقان الأسانا يتم تعليمه تقنيات التنفس (البراناياما)، ثم بعد أن يتقن الطالب تقنيات التنفس يتم تعليمه آلية انسحاب الحواس (البراتيهارا)، وبعد اتقانها يتم تعليمه القدرة على التركيز (الدهارانا) ثم يتم تعليمه التـأمل (الداهيانا) حتى يبلغ الطالب القدرة على تعلم أسمى مراحل التأمل وهي (السامادي).
أما الأن ياصديقاتي لنأتي على مرحلة أخرى، نتعلم فيها ماذا تعني كلمة أسانا، فهلُّموا معي
كلما سمعنا اسم، يعود لوضعيةٍ -ما- من وضعيات اليوغا باللغة السنسكريتية الهندية القديمة سنجد أن كلمة (أسانا)، مقترنة بكل اسم من مسميات هذه الوضعيات
مع العلم أن: نطق حرف المد الأخير في كلمة أسانا، ما هو إلا نتاج ترجمة اللغة الإنجليزية لكلمة (أسانا) من اللغة السنسكريتية الهندية القديمة، والتي لا ينطق فيها حرف المد الأخير، فنقول فقط (أسن)
تعني أسن: (جلوس) أو (مكان الجلوس) أو (وضعية الجلوس)
وبمعنى أكثر وضوحاً تعني كلمة (أسن): طريقة تَشَكُّل وضعية الجسد، لكل حركة من حركات اليوغا، أثناء الجلوس فيها بوعي وثبات وارتياح، لغرض تهيئة الجسد والعقل، لبلوغ هدف سامي جداً وهو، القدرة على البقاء في حالة تأمل، لَأَطْول فترة ممكنه.
وسأذكر لكم على سبيل المثال أسماء لبعض وضعيات اليوغا بأسمائها التقليدية في اللغة السنسكريتية الهندية القديمة،
والتي سنلاحظ تكرار كلمة أسانا في نهاية اسم كل وضعية، وذلك لكونها تأتي مكان كلمة (وضعية) في اللغة العربية، كأن نقول باللغة العربية وضعية الشجرة، وباللغة السنسكريتية القديمة Vrksasana ، وباللغة الإنجليزية Tree Pose
ولإيضاح الفكرة أكثر سأذكر لكم مسميين آخرين لوضعيات اليوغا بالثلاث لغات: العربية والسنسكريتية الهندية والانجليزية:
وضعية الجبل Tadasana (Mountain Pose)
وضعية زهرة اللوتس Padmasana (Lotus Pose)
صديقاتي..
لدي يقين أن أسماء وضعيات اليوغا قد لفتت انتباهكن، لذلك أود في المقابل، أن أذكر لكن، أنه كما أنَّ هناك سبب تسمية لمُسمى (يوغا) ، كذلك لأسماء وضعيات اليوغا سبب تسمية.
وهو لا يتعدى السبب الرئيسي في آلية تسمية اليوغا، ويكمن ذلك في أن الهنود، كانوا مأمورين بالتأمل في طبيعة الكون ورموزه، ومن هذا التأمل العميق اقتبسوا وضعيات اليوغا وأسمائها، وذلك رغبةً بالجلوس فيها مدةً أطول، للتأمل.
حيث اعتقدوا أنهم، إن تَشَكَّلوا على هيئة أحد هذه الرموز الطبيعية؛ نالوا من طاقتها.
فمثلاً:
إن تَشَكَّلوا على هيئة الجبل في وضعية الجبل الTadasana ، نالت أجسادهم قوى الجبل، واستطاعوا أن يمكثوا في هذه الوضعية مدة أطول للتأمل.
وإن تَشَكَّلوا على هيئة الشجرة، في وضعية الشجرة الVrksasana ، نالهم من اتزانها وثباتها، وأيضا استطاعوا أن يمكثوا فيها مدةً أطول للتأمل.
وبذلك تمت تسمية كل وضعية، تعود لرمز معين من رموز الطبيعة؛ باسمه.
السؤال الذي سيخطر ببالكم!
أستطيع، أن أقول لكم -بعد التجربة- أنه وإن بدى لنا الأمر وكأنه ضرب من خيال
إلا أن، هناك شيء عميق سيتخلل أجسادنا، في باطنه شعور عميق بالقوة، والثبات، والاتزان، ما أن نُتقن مراحل تطور مهارات وضعيات اليوغا، سنستشعر هذه القوى.
إذاً السؤال! ماهي هذه المراحل؟! وحتى نتعرف عليها، علينا الآن أن ننتقل إلى الفقرة التالية فهلموا معي ياصديقاتي
لمعرفة مدى تطورنا الواعي في اليوغا، علينا أن نعلم قبل أي شيء، أنها تعتمد في تطورها، على مهارات جسدية ونفسية
قد تتواجد فينا!
قد نعلمها! وقد لا نعلمها!
هذه المهارات تحتاج مِنّا لتطوير مستمر وسيتحقق ذلك التطور، بالممارسة الدائمة لليوغا
وقد أطْلق علماء اليوغا عليها (مراحل تطور وضعيات اليوغا) وهي:
لقد وجدت في الحياة بعد اليوغا، أن تلك المراحل ماهي إلاَّ سر من أسرار الاتزان في هذه الحياة
فكما أن وضعيات اليوغا بحاجة إلى:
الثبات، والاتزان، والاستقرار الواعي في الوضعية بدون اهتزاز، لإيجاد الراحة أثناء أدائها، مع تمام القدرة على التنفس، وتمام القدرة على المكوث فيها مُدة أطول، فالوصول لمرحلة الاسترخاء الجسدي والعقلي أثناء أداء الوضعية، حتى الولوج بها لعالم التأمل(حبيب و رفيق الأنبياء).
كذلك هي الحياة، ومواقفها..
فعلى سبيل الحقيقة:
نحن لن نتمكن من الوصول لمرحلة التأمل الواعي في الحياة، ونحن خاليي الوفاض من القُدرة على الثبات، والاتزان في مواقفها، لنتمكن فيها من الوصول لمرحلة الطمأنينة وللحصول على شعور الاسترخاء.
إننا لن نصل لتلك المرحلة إلاَّ، حين نملك القدرة على إتقان هذه المهارات، وحينها فقط سنتمكن من القدرة على الولوج لعالم التأمل في هذه الحياة.
اليوغا للجميع بدون استثناء -حتى من نتخيل أنه قد يُستثنى منها!- ستتم دراسة حالته الصحية بكافة أطيافها، سيُعتمد له وضعيات يوغا تتناسب مع حالته الصحية، باستخدام أدوات مساعدة، بالإضافة إلى دراسة جادة لمُدة مكوثه في الوضعية، لتتوافق اليوغا مع حالته الصحية.
اليوغا للكبار في السن، ولمتوسطي العمر، وحتى للأطفال، هي لمختلف الأوزان، للراجين زيادة القوة والمرونة والثبات والاتزان في عقولهم وأجسادهم.
وهي خاصةً لأولئك الذين هامت أجسادهم، وأفكارهم، وعقولهم في عَرَضِ الطريق، للذين أهملوا أنفسهم، وباغتوا أفراحهم، وجمَّدوا أنفاسهم
اليوغا وسيلة آمنة لتجاوز كل شعور سلبي، أدى للضيق.
وهي للسعداء أيضاً، المحبين لصحتهم الجسدية والنفسية، وللراغبين في زيادة ارتباطهم بأجسادهم
وسيلة معينة!
سلوك معين!
فعل معين!
رحلة معينة! ليست بقصيرة..
وكتاب! ليس بصغير..
نعم إنها اليوغا، رحلة طويلة، بطول الحياة التي سنحياها
وكتاب لكل فصل من فصول ومراحل الحياة
رحلة من الراحة، التي تجلب الطمأنينة لتكون مصدراً للوصول للذات الحقيقية.
إن الدخول في عالم اليوغا، لن يجعلنا نعيش الحياة بعاديتها
هناك شيء ما، سيتأصل بداخلنا بعد اليوغا
فنحن لن نعود نجلسُ كما كُنا نجلس قبل أن نتعلم اليوغا
لن نعود نقف كما كُنا نقف
ولن نعود نتحرك كما كنا نتحرك
أكتافنا لن تتراخى، صدورنا لن تُغلق، قامتنا لن تنحني
لن نتوقف عن التنفس، لن تتجمد أنفاسنا، لن نبقى أسرى للغضب
ولن نرتاح دون أن يستريح مِنَّا هذا الجسد، دون أن يرتبط بالعقل، دون أن نتحكم بمشاعرنا، دون أن نملك مهارة القدرة على قيادة اضطرابات الوجدان.
ختاماً صديقاتي الأوركيدات، أود أن أوصيكن بما تعلمته من مُعلماتي الفاضلات من بداية الرحلة وحتى الآن…
حين تتهيأن لممارسة اليوغا، لا تنسوا استحضار أنفسكن وعقولكن لمصاحبة أجسادكن، وذلك للتعمق بداخلكن؛ حتى تستشعرن قيمة الأثر العميق عليكن من ممارسة اليوغا
فلن تتحقق النتيجة المرجوة من ممارستها، مالم نقم بالاتصال بذاتنا
وحقيقةً..
لن يكون ذلك الاتصال ولن نجده إلاَّ، باستحضار أنفسنا، بالسماح برحيل المشتتات، وسيكون ذلك بالترابط ذهنياً وعقلياً، بالانتباه لكل خلية، لكل عضلة، لكل وتر، لكل مفصل، لكل عظمة، ولكل نَفَس نَتَنَفَّسُه، حينها فقط سنكون قادرين على استحضار الترابط فيما بيننا
وذلك أيضاً لن يكون، إلا بشرط وهو:
أن يكون كل ذلك على مهل، رويداً رويداً، بعيداً عن مفهوم التسارع العشوائي، الخالي من الانتباه، الذي غرق فيه العالم في الآونة الأخيرة.
فَأَصل اليوغا ممارسة، تعني: الانضباط. هدفها: تهذيب وتهدئة النفس لبلوغ التأمل
ولنتذكر أول حكمة (سوترا) كتبها باتانجلي في كتابه (YOGA-SUTRAS OF PATANJALI)
atha yoganusasanam
الآن نتهيأ لنبدأ، ضبط وتهذيب النفس باليوغا
ختاماً من قلبي أرجو لكنّ من الله أن تُفتح لكن السبل، لخوض هذه الرحلة ثم التنعّم فيها بالصحة والعافية
وأسأله تعالى لكن البصيرة والنور، اللتان ستُرشدانكم إليها، لتتذوقوا لذة نعيم الحياة بعد اليوغا.
دُمتم بحفظ الرحمن الكريم الحنَّان المنَّان.
صانعة محتوى، شغوفة بفلسفة الحياة
و مدربة يوغا معتمدة
في هذه المقالة، تعرفي كيف بإمكانك أن تحترفي التواصل الأنثوي الذي سيعمل على إحداث نقلة… إقرأي المزيد
تعرفي في هذه المقالة على نصائح ستساعدك بشكل جذري في تحويل منزلك إلى جاذب للطاقة… إقرأي المزيد
في هذه المقالة، تعرفي على الأطعمة التي تتعارض مع بعض الأدوية الأكثر استعمالاً و يقلل… إقرأي المزيد
في هذه المقالة تعرفي على خطوات عملية ستساعدك لاكتشاف قدراتك الكامنة و نقاط قوتك و… إقرأي المزيد
في هذه المقالة، تعرفي لماذا الانتاجة مهمة و كيف ستغير حياتك بشكل إيجابي و تحققين… إقرأي المزيد
هل تفكرين في الانتقال إلى بيت جديد، أو تجديد بيتك الحالي؟ إذا كنت محتارة ما… إقرأي المزيد
إظهار التعليقات
استمتعت كثيرا وأنا أقرأ هذه المقالة لنايلة.. أحببت غزارة معلوماتها ومعرفتها العميقة ولغتها العذبة ..
وصلني شغفها بهذه الرياضة وأسلوب الحياة ..
شكرا لك 🤍
من اجمل ما قرأت .. تناسق وتناغم الكلمات و تسلسلها يجذب القارئ .. بارك الله فيك عزيزتي نايله انتي معلمه و ملهمه ازداد شغفي بممارسة اليوغا بعد قرأتي لهذا المقال الرائع .. وفقك الله وسدد خطاك
اسمك وكلامك هبطوا عليا كالمطر عزيزتي نوف ملأوني حب وزادوني اتساع، ممتنة لكِ من قلبي، ممتنة لوقتك الثمين، ممتنة لرقيك المعتاد ولعذوبة اختيارك للكلمات، رأيك زادني فخر بنفسي، زادك الله نور وتألق وجمال🙏🏻🤍❤️
ماذا اكتب او ماذا اعلق انتي مهلمتي وقدوتي دوماً احاول ان اتجرد من مشاعري الخاصه لكي
كلماتك فيها من العمق الذي يجعلني اغوص وابحر واتنفس وابكي واستشعر بطاقه رائعه شكراً لكل كلمه خرجت من قلبك وكل حرف كتبتيه الهمتينا فيه جزاكي الله عنها كل الخير اتمنى انا اراكي دوماً في تقدم ودوماً رأيي في كلمتك لايوصف حقها شكراً🤍
عزيزتي سارة لم أقرأ العمق في كلماتك لأنه قد تسلل كالنسيم لقلبي من خلال شعورك الطيب والمبارك كعادتك، ومن قلبي اتمنى لك التوفيق في مسيرتك، سعيدة جداً بالأثر الذي تركه في قلبك المقال وممتنة لوقتك المستقطع من يومك في قرائته 😍🙏🏻🤍
مقال ساحر في هذا الصباح الجميل.. استمتعت و أنا أقرأ المقال و تحمست أبدأ أمارس اليوغا بمفهوم آخر
ممتنة لجمال وصفك عزيزتي شيخة😍 وسعيدة من قلبي للأثر الذي تركه المقال عليكِ اتمنى لكِ رحلة جميلة مع اليوغا 😍
واستمتعت جداً بعذوبة رأيك صديقتي ابتسام، ممتنة لوقتك الثمين الذي قضيتيه بصحبة هذا المقال وارجو ان يكون بوابة الهام لك للدخول في عالم اليوغا💕🤍🙏🏻
مقال رائع ومعلومات شيقة كتبت بمنتهى الروعة والجمال.. شكراً لجهودك الطيبة غاليتي
أهلاً بكِ صديقتي مرام سعيدة جداً برأيك وممتنة من قلبي لوقتك المستقطع لقرائة المقال 🙏🏻✨
مقالة جميلة سعيدة بمحتوها وكل معلومات ذكرت ❤❤❤😙
انسيابية الكلمات في المقالة تنم عن مرونة صاحبتها و انسيابيتها تماما مثلما تفعل بنا اليوغا.. ممتنين لله ثم لج نايلة على هذا الأثر الجميل في المدونة 3>