استلهمي

التغلب على المعتقدات المعيقة لعيش حياة حسب شروطك

تقف المعتقدات المعيقة حاجزاً غير مرئي تمنعنا من تحقيق إمكاناتنا الحقيقية، لكن ذلك يبدأ بالتكشّف من خلال سلوكياتنا، تصرفاتنا و حتى في اتخاذ قراراتنا. و كمرشدة حياتية أعرف مدى عمق تأثيره ليطال علاقاتنا و حياتنا المهنية و جميع نواحي حياتنا الأخرى كذلك. لذلك يا أوركيدتي في هذه المقالة سأتطرق لموضوع المعتقدات المعيقة لنكتشف معاً ماهيتها، كيف تتشكل، و الأهم من ذلك كيفية التغلب عليها .. فأهلاً بك

في البداية .. ما هي المعتقدات المعيقة؟

المعتقدات المعيقة هي قناعات نتمسك بها تعيقنا و تعيق قدراتنا، و تمنعنا من اتخاذ إجراء معين فعّال من أجل صالحنا، تحقيق أهدافنا، و خوض تجارب الحياة بشكل كامل.

يمكن لهذه المعتقدات أن تظهر في عدة أشكال، منها:

” أنا لست كافية “

” أنا لا أستحق النجاح ” 

” لا أستطيع التغيير من وضعي “

أعرف أن معتقد ” أنا لست كافية ” من أكثر المعتقدات تأثيراً بشكل سلبي على حياتك؛ لذلك سأتضمن في نهاية هذه المقالة رابطاً لتمرين التخلص من هذا المعتقد

كيف تشكّلت المعتقدات المعيقة؟

يبدأ تكوين المعتقدات المعيقة كفكرة نلتقطها عن طريق حواسنا، و التي نستخدمها لنجمع المعلومات من محيطنا. عندما تتكرر الفكرة من محيطنا أو نكوّن أفكار داعمة لهذه الفكرة عن طريق الاستنتاج للمواقف التي تحدث في حياتنا، تبدأ هذه الفكرة بالتحول من فكرة إلى معتقد، و عندما يكون هذا المعتقد لا يخدمنا في حياتنا أو كان في فترة من الفترات في حياتنا ساعدنا على التكيف لظروف معينة و هذه الظروف انتهت لكن لازلنا متمسكين بهذا المعتقد، عندها يكون هذا المعتقد معيق .. يعيق تقدمنا في الحياة و يمنعنا من التكيف و إيجاد طرق مناسبة للتعامل مع المواقف و الظروف التي نواجهها في الحياة في الوقت الحالي.

لذلك، يمكننا أن نستنتج أن المعتقدات المعيقة تتشكل من خلال:

تجارب حدثت في الماضي

يكون للأحداث السلبية كالفشل و الإساءة التي حدثت في الماضي دوراً كبيراً في نشأة الخوف و عدم الثقة بالنفس

التربية

يمكن للرسائل التي يرسلها الوالدين، المدرسين، و الأصدقاء أن تشكل تصورنا عن أنفسنا أو أي شيء آخر في حياتنا. مثلاً: أنت لا تفهمين الدرس أبداً / أنت غبية / أنت لست جميلة/ نحصل على المال فقط من العمل خارج المنزل / الدراسة هي الشيء الوحيد المفيد أما الهوايات غير مفيدة و مضيعة للوقت  ..إلخ

التأثيرات المجتمعية

يمكن للمعايير الثقافية و التوقعات المجتمعية أن تفرض قيوداً على ما نعتقد أنه ممكن. مثلاً في بعض المجتمعات تتزوج الفتاة في عمر صغير و عندما تتجاوز عمراً معيناً تعتبر عانساً، أو أن بعض الأعمال و الوظائف تكون حكراً على الرجال من دون النساء أو على النساء من دون الرجال، و غيرها من الأمثلة الكثير. 

كيف نكتشف المعتقدات المعيقة؟

اكتشاف المعتقدات المعيقة هي الخطوة الأولى في التغلب عليها: فنحن لا نستطيع التغلب و تغيير ما نجهله. 

لذلك دعينا نعرف كيف سنكتشف المعتقدات المعيقة التي نتبناها في حياتنا

جلسة صادقة مع النفس

اقضي بعض الوقت بمفردك و تأملي في أفكارك و سلوكياتك. لاحظي متى تشعرين بأنك عالقة و تفتقدين للحافز، و اسألي نفسك

ما المعتقد الذي يجعلني أشعر بهذا الشعور؟

متى بدأت بتصديق هذا المعتقد؟

الكتابة

دوِّني أفكارك و مشاعرك بشكل منتظم. لو اكتسبت هذه الممارسة كعادة سوف تساعدك على اكتشاف الأنماط السلبية المتكررة و المعتقدات المختبئة وراءها.

التغذية الراجعة من الآخرين

في بعض الأحيان، قد يرى الآخرون ما لا نستطيع رؤيته. لذلك اطلبي من الأصدقاء أو أفراد العائلة أو المرشدين الذين تثقين بهم ملاحظاتهم على تصرفاتك؛ فقد يلاحظون سلوكيات و مواقف لا تكونين على دراية بها.

تحدي المعتقدات المعيقة و إعادة صياغتها

بعد أن اكتشفت ما هي معتقداتك المعيقة، حان الآن وقت التحدي للتغلب على هذه المعتقدات.

تحدي صحة المعتقد المعيق

اسألي نفسك أسئلة نقدية لتتبيّني من صحة المعتقد:

  • هل هذا المعتقد مبني على حقائق أم رأي؟
  • ما الدليل الذي يدعم أو يتناقض مع هذا المعتقد؟
  • كيف يخدمني هذا المعتقد، و كيف يعيقني؟

استبدال الأفكار السلبية بتوكيدات إيجابية

ابتكري توكيدات إيجابية تدحض معتقداتك المعيقة. على سبيل المثال، استبدلي عبارة “أنا لست كافية” بعبارة ” أنا قادرة و أستحق النجاح “. كرري هذه التوكيدات يومياً لتعزيز قوة المعتقدات الجديدة لديك

تخيل النجاح

يعتبر الخيال أداة قوية لتشكيل المعتقدات و تغيير الواقع. لذلك تخيلي نفسك ناجحة و تحققين أهدافك. تخيلي الخطوات التي اتخذتها و النتائج الإيجابية التي حققتيها. يمكن أن تساعد هذه الممارسة في بناء ثقتك بنفسك و التخفيف من إحساسك بالخوف و الشك.

للتغلب على المعتقدات المعيقة .. لابد من التطبيق

يحتاج التغلب على المعتقدات المعيقة إلى اتخاذ إجراءات معينة و تطبيقها. لذلك، إليك بعض النصائح:

حددي أهدافاً صغيرة و قابلة للتحقيق

ابدأي بأهداف صغيرة و قابلة للتنفيذ في مجالات مختلفة تتحدى معتقداتك المعيقة. ذلك لأن النجاح فيها من شأنه أن يبني ثقتك بنفسك و يزيد من الزخم .. ( تراكم تحقيق الأهداف مهما كان حجمها سيدحض المعتقد المعيق فيزيد الشعور بالثقة )

اطلبي الدعم

فكري في طلب الدعم من مرشدة حياتية أو معالجة يمكنها تقديم التوجيه و المساندة. كذلك فإن الانضمام إلى مجموعة دعم أو مجتمع له أهداف مماثلة من شأنه أن يوفر لك التشجيع و يحفزك لتحمل مسؤولية نفسك في التغلب على المعتقدات المعيقة؛ و ذلك لأن وعيك و إدراكك بأنك تفكرين بالمعتقد المعيق له دور أساسي في هذه المهمة.

إذا شعرت أنك بحاجة لجلسة مع مرشدة حياتية من أجل الدعم و الإرشاد، فبإمكانك أخذ موعد معي لمناقشة ما تواجهينه في حياتك. لحجز استشارة، اضغطي هنا.

تقبل الفشل كفرصة للتعلم

غيّري نظرتك للفشل. اعتبريه فرصة للتعلم و ليس انتكاسة. فالفشل يجلب لك دروساً قيمة بإمكانها دفعك إلى الأمام

كيف تحافظين على المعتقدات الجديدة

التغلب على المعتقدات المعيقة هي عملية مستمرة. و إليك كيفية الحفاظ على المعتقدات الجديدة التي تبنيتها

المراجعة الذاتية بشكل منتظم

قيّمي معتقداتك و تقدمك بشكل دوري. و تأملي أيها ينجح معك و أيها يحتاج إلى التعديل.

كوني منفتحة على التغيير

كوني على استعداد للتكيف و تغيير معتقداتك أثناء تقدمك. يمكن أن تؤدي التجارب و الرؤى الجديدة التي تَسْتَقينَها من هذه التجارب إلى تطوير معتقدات تمكّنك أكثر في حياتك و تعزز نموك الشخصي

لتعرفي المزيد كيف بإمكانك تقبل التغيير، أنصحك بقراءة هذه المقالة: التغيير .. كيف نواجهه لحياة أجمل و أفضل

احتفلي بنجاحاتك

كوني راضية بإنجازاتك و احتفلي بها، مهما كانت صغيرة. سيساعدك هذا التعزيز الإيجابي في ترسيخ المعتقدات الجديدة الداعمة لتقدمك في الحياة

الخلاصة

يمكن أن تؤثر المعتقدات المعيقة بشكل كبير على حياتنا، لكنها لا يجب أن تحدد من نكون أو ماذا سنكون. من خلال تحديد هذه المعتقدات و تحدّيها و إعادة صياغتها، يمكننا أن نطلق العنان لإمكاناتنا بشكل كامل و عيش حياة تمثلنا حقيقة و تشعرنا بالرضا عن أنفسنا. تذكري يا أوركيدتي أن رحلة التغلب على المعتقدات المعيقة رحلة مستمرة، و أن كل خطوة إلى الأمام هي خطوة نحو مزيد من الحرية و تمكين الذات. تقبلي هذه العملية، و اطلبي الدعم، و آمني بقدرتك على التغيير و النمو.

أنوي لك أن تحققي طموحاتك و أن لا يحدّك شيء. ألقاك في مقالة قادمة يا أوركيدتي .. و حتى ذلك الوقت أتركك في حفظ الحفيظ

لتحصلي على ورقة عمل تمرين التخلص من معتقد “أنا لست كفاية”، اضغطي هنا

شاركي
نشرت بواسطة
هدى العوبثاني

أحدث المقالات

التواصل الأنثوي .. سلاح آسر في أيدي ناعمة

في هذه المقالة، تعرفي كيف بإمكانك أن تحترفي التواصل الأنثوي الذي سيعمل على إحداث نقلة… إقرأي المزيد

منذ أسبوع واحد

١٠ نصائح عملية لجذب الطاقة الإيجابية و البركة للبيت

تعرفي في هذه المقالة على نصائح ستساعدك بشكل جذري في تحويل منزلك إلى جاذب للطاقة… إقرأي المزيد

منذ 4 أسابيع

٧ أطعمة تتعارض مع بعض الأدوية .. فلا تتناوليها

في هذه المقالة، تعرفي على الأطعمة التي تتعارض مع بعض الأدوية الأكثر استعمالاً و يقلل… إقرأي المزيد

منذ شهر واحد

إطلاق العنان لقدراتك الكامنة في 6 خطوات عملية

في هذه المقالة تعرفي على خطوات عملية ستساعدك لاكتشاف قدراتك الكامنة و نقاط قوتك و… إقرأي المزيد

منذ شهرين

الإنتاجية .. حياة ذات معنى و أهداف تتحقق

في هذه المقالة، تعرفي لماذا الانتاجة مهمة و كيف ستغير حياتك بشكل إيجابي و تحققين… إقرأي المزيد

منذ 3 أشهر

كيف يتم اختيار ديكور المنزل؟

هل تفكرين في الانتقال إلى بيت جديد، أو تجديد بيتك الحالي؟ إذا كنت محتارة ما… إقرأي المزيد

منذ 4 أشهر