تقف المعتقدات المعيقة حاجزاً غير مرئي تمنعنا من تحقيق إمكاناتنا الحقيقية، لكن ذلك يبدأ بالتكشّف من خلال سلوكياتنا، تصرفاتنا و حتى في اتخاذ قراراتنا. و كمرشدة حياتية أعرف مدى عمق تأثيره ليطال علاقاتنا و حياتنا المهنية و جميع نواحي حياتنا الأخرى كذلك. لذلك يا أوركيدتي في هذه المقالة سأتطرق لموضوع المعتقدات المعيقة لنكتشف معاً ماهيتها، كيف تتشكل، و الأهم من ذلك كيفية التغلب عليها .. فأهلاً بك
المعتقدات المعيقة هي قناعات نتمسك بها تعيقنا و تعيق قدراتنا، و تمنعنا من اتخاذ إجراء معين فعّال من أجل صالحنا، تحقيق أهدافنا، و خوض تجارب الحياة بشكل كامل.
يمكن لهذه المعتقدات أن تظهر في عدة أشكال، منها:
” أنا لست كافية “
” أنا لا أستحق النجاح ”
” لا أستطيع التغيير من وضعي “
يبدأ تكوين المعتقدات المعيقة كفكرة نلتقطها عن طريق حواسنا، و التي نستخدمها لنجمع المعلومات من محيطنا. عندما تتكرر الفكرة من محيطنا أو نكوّن أفكار داعمة لهذه الفكرة عن طريق الاستنتاج للمواقف التي تحدث في حياتنا، تبدأ هذه الفكرة بالتحول من فكرة إلى معتقد، و عندما يكون هذا المعتقد لا يخدمنا في حياتنا أو كان في فترة من الفترات في حياتنا ساعدنا على التكيف لظروف معينة و هذه الظروف انتهت لكن لازلنا متمسكين بهذا المعتقد، عندها يكون هذا المعتقد معيق .. يعيق تقدمنا في الحياة و يمنعنا من التكيف و إيجاد طرق مناسبة للتعامل مع المواقف و الظروف التي نواجهها في الحياة في الوقت الحالي.
لذلك، يمكننا أن نستنتج أن المعتقدات المعيقة تتشكل من خلال:
يكون للأحداث السلبية كالفشل و الإساءة التي حدثت في الماضي دوراً كبيراً في نشأة الخوف و عدم الثقة بالنفس
يمكن للرسائل التي يرسلها الوالدين، المدرسين، و الأصدقاء أن تشكل تصورنا عن أنفسنا أو أي شيء آخر في حياتنا. مثلاً: أنت لا تفهمين الدرس أبداً / أنت غبية / أنت لست جميلة/ نحصل على المال فقط من العمل خارج المنزل / الدراسة هي الشيء الوحيد المفيد أما الهوايات غير مفيدة و مضيعة للوقت ..إلخ
يمكن للمعايير الثقافية و التوقعات المجتمعية أن تفرض قيوداً على ما نعتقد أنه ممكن. مثلاً في بعض المجتمعات تتزوج الفتاة في عمر صغير و عندما تتجاوز عمراً معيناً تعتبر عانساً، أو أن بعض الأعمال و الوظائف تكون حكراً على الرجال من دون النساء أو على النساء من دون الرجال، و غيرها من الأمثلة الكثير.
اكتشاف المعتقدات المعيقة هي الخطوة الأولى في التغلب عليها: فنحن لا نستطيع التغلب و تغيير ما نجهله.
لذلك دعينا نعرف كيف سنكتشف المعتقدات المعيقة التي نتبناها في حياتنا
اقضي بعض الوقت بمفردك و تأملي في أفكارك و سلوكياتك. لاحظي متى تشعرين بأنك عالقة و تفتقدين للحافز، و اسألي نفسك
ما المعتقد الذي يجعلني أشعر بهذا الشعور؟
متى بدأت بتصديق هذا المعتقد؟
دوِّني أفكارك و مشاعرك بشكل منتظم. لو اكتسبت هذه الممارسة كعادة سوف تساعدك على اكتشاف الأنماط السلبية المتكررة و المعتقدات المختبئة وراءها.
في بعض الأحيان، قد يرى الآخرون ما لا نستطيع رؤيته. لذلك اطلبي من الأصدقاء أو أفراد العائلة أو المرشدين الذين تثقين بهم ملاحظاتهم على تصرفاتك؛ فقد يلاحظون سلوكيات و مواقف لا تكونين على دراية بها.
بعد أن اكتشفت ما هي معتقداتك المعيقة، حان الآن وقت التحدي للتغلب على هذه المعتقدات.
اسألي نفسك أسئلة نقدية لتتبيّني من صحة المعتقد:
ابتكري توكيدات إيجابية تدحض معتقداتك المعيقة. على سبيل المثال، استبدلي عبارة “أنا لست كافية” بعبارة ” أنا قادرة و أستحق النجاح “. كرري هذه التوكيدات يومياً لتعزيز قوة المعتقدات الجديدة لديك
يعتبر الخيال أداة قوية لتشكيل المعتقدات و تغيير الواقع. لذلك تخيلي نفسك ناجحة و تحققين أهدافك. تخيلي الخطوات التي اتخذتها و النتائج الإيجابية التي حققتيها. يمكن أن تساعد هذه الممارسة في بناء ثقتك بنفسك و التخفيف من إحساسك بالخوف و الشك.
يحتاج التغلب على المعتقدات المعيقة إلى اتخاذ إجراءات معينة و تطبيقها. لذلك، إليك بعض النصائح:
ابدأي بأهداف صغيرة و قابلة للتنفيذ في مجالات مختلفة تتحدى معتقداتك المعيقة. ذلك لأن النجاح فيها من شأنه أن يبني ثقتك بنفسك و يزيد من الزخم .. ( تراكم تحقيق الأهداف مهما كان حجمها سيدحض المعتقد المعيق فيزيد الشعور بالثقة )
فكري في طلب الدعم من مرشدة حياتية أو معالجة يمكنها تقديم التوجيه و المساندة. كذلك فإن الانضمام إلى مجموعة دعم أو مجتمع له أهداف مماثلة من شأنه أن يوفر لك التشجيع و يحفزك لتحمل مسؤولية نفسك في التغلب على المعتقدات المعيقة؛ و ذلك لأن وعيك و إدراكك بأنك تفكرين بالمعتقد المعيق له دور أساسي في هذه المهمة.
غيّري نظرتك للفشل. اعتبريه فرصة للتعلم و ليس انتكاسة. فالفشل يجلب لك دروساً قيمة بإمكانها دفعك إلى الأمام
التغلب على المعتقدات المعيقة هي عملية مستمرة. و إليك كيفية الحفاظ على المعتقدات الجديدة التي تبنيتها
قيّمي معتقداتك و تقدمك بشكل دوري. و تأملي أيها ينجح معك و أيها يحتاج إلى التعديل.
كوني على استعداد للتكيف و تغيير معتقداتك أثناء تقدمك. يمكن أن تؤدي التجارب و الرؤى الجديدة التي تَسْتَقينَها من هذه التجارب إلى تطوير معتقدات تمكّنك أكثر في حياتك و تعزز نموك الشخصي
كوني راضية بإنجازاتك و احتفلي بها، مهما كانت صغيرة. سيساعدك هذا التعزيز الإيجابي في ترسيخ المعتقدات الجديدة الداعمة لتقدمك في الحياة
يمكن أن تؤثر المعتقدات المعيقة بشكل كبير على حياتنا، لكنها لا يجب أن تحدد من نكون أو ماذا سنكون. من خلال تحديد هذه المعتقدات و تحدّيها و إعادة صياغتها، يمكننا أن نطلق العنان لإمكاناتنا بشكل كامل و عيش حياة تمثلنا حقيقة و تشعرنا بالرضا عن أنفسنا. تذكري يا أوركيدتي أن رحلة التغلب على المعتقدات المعيقة رحلة مستمرة، و أن كل خطوة إلى الأمام هي خطوة نحو مزيد من الحرية و تمكين الذات. تقبلي هذه العملية، و اطلبي الدعم، و آمني بقدرتك على التغيير و النمو.
أنوي لك أن تحققي طموحاتك و أن لا يحدّك شيء. ألقاك في مقالة قادمة يا أوركيدتي .. و حتى ذلك الوقت أتركك في حفظ الحفيظ
مساعدة مؤسسة و صانعة محتوى موقع أوركيدفل لايف ستايل
مدربة معتمدة في الوعي الإنساني و التنمية الذاتية
في هذه المقالة، تعرفي كيف بإمكانك أن تحترفي التواصل الأنثوي الذي سيعمل على إحداث نقلة… إقرأي المزيد
تعرفي في هذه المقالة على نصائح ستساعدك بشكل جذري في تحويل منزلك إلى جاذب للطاقة… إقرأي المزيد
في هذه المقالة، تعرفي على الأطعمة التي تتعارض مع بعض الأدوية الأكثر استعمالاً و يقلل… إقرأي المزيد
في هذه المقالة تعرفي على خطوات عملية ستساعدك لاكتشاف قدراتك الكامنة و نقاط قوتك و… إقرأي المزيد
في هذه المقالة، تعرفي لماذا الانتاجة مهمة و كيف ستغير حياتك بشكل إيجابي و تحققين… إقرأي المزيد
هل تفكرين في الانتقال إلى بيت جديد، أو تجديد بيتك الحالي؟ إذا كنت محتارة ما… إقرأي المزيد