بطبيعة الحياة تتغير. و مع التغيير يأتي التطور و يصبح ضرورياً لمواكبة هذا التغيير. و في خضمه نعلق في زوبعة الأفكار الغير منتهية التي تحملنا بمشاعرنا جيئة و ذهاباً فنحس أننا عالقين و شبه جامدين لا نستطيع اتخاذ خطوة بأي اتجاه، فما بالك لو كان هذا الاتجاه نحو الأمام؟
لذلك يا أوركيدتي سنتطرق في مقالة اليوم للسؤال الذي يخطر في أذهاننا أثناء أحداث التغيير .. ألا و هو: كيف أرتب أفكاري عندما أحس بأني عالقة؟ (و هذا ما قرأتيه في عنوان هذه المقالة) .. فمرحباً بك
قد يكون هذا سؤالاً بديهياً أو قد يكون من ضرورته لا حاجة للسؤال عنه. لكن دعينا نستعرض في البداية ما يحدث و لو بشكل مبسط ما يحدث حقاً في عقلنا طوال الوقت ( مثال: يحدث معي ذلك غالباً عندما أشرع لكتابة مقالة جديدة و يكون لدي الكثير لأتحدث عنه فأضيع في زحمة المعلومات التي أود التحدث عنها ). كذلك يزداد بشكل كبير عند اتخاذنا لأي قرار سيحدث تغييراً في حياتنا.
خلال اليوم الواحد نتخذ عدة قرارات لكننا لا نشعر بذلك. ذلك أن هذا القرار أصبح يندرج تحت بند العادات و نفعله يومياً. فمثلاً قد تكونين في الصباح من الأشخاص الذين اعتادوا شرب القهوة في الصباح، لكن كيف كانت البداية؟ البداية كانت يا أوركيدتي أنك كنت تفكرين ماذا سأشرب في الصباح؟ هل أشرب القهوة .. أم الشاي .. أم أكتفي فقط بكأس من الماء أو شاي الأعشاب؟ من الخيارات التي كانت متوفرة لديك و التي تعتبر معلومات تساعدك في اتخاذ القرار، قررت في ذلك الوقت أنك ستشربين القهوة في الصباح و ستفعلين ذلك يومياً.
يوماً بعد يوم و مع تكرار هذا الأمر، أصبح شرب القهوة في الصباح عادة لديك فأصبحت تفعلينه تلقائياً و من دون تفكير. هذا مثال بسيط جداً لما يحدث في عقلنا: نطرح سؤالاً .. نجمع المعلومات لمساعدتنا لاتخاذ القرار .. ثم نتخذ القرار بناءً على هذه المعلومات
و كل شيء اعتدنا عليه يدخل في نطاق منطقة الراحة في عقلنا، أي أنه لا يحتاج للتفكير و جمع المعلومات لاتخاذ قرار فيما يخص هذه الأم الذي أصبح عادة.
لكن عندما يحدث تغير ما جديد علينا، هنا سندخل منطقة جديدة خارج منطقة الراحة هذه. منطقة مجهولة بالنسبة لعقلنا. في هذه الأثناء العقل سيحاول أن يمنعنا أن ندخل هذه المنطقة لأنه يحاول حمايتنا؛ فنحن لا نعرف ما سيصادفنا في هذه المنطقة، لذلك ستحدث مقاومة من العقل لنتجنب أي شيء جديد و أي “تغيير” نُقدِم عليه.
أيضاً من طرقه لمنعنا من خوض التغيير بأنه يخلق الأعذار و الحجج و تذكيرنا بمعتقداتنا المعيقة (لذلك يا عزيزتي لا تدعيه ينجح في منعك من تجربة أي تغيير تواجهينه أو ترغبين بخوضه)
لذلك عندما نقرر بشكل واعٍ أن نخوض هذا التغيير، فإن على العقل أن ينفذ ما نأمره، و سيجمع أكبر كم ممكن من المعلومات ليساعدنا في اتخاذ القرار فيما يخص هذا التغيير. لذلك سيكون سيل المعلومات كبيراً و سريعاً و هنا يحدث أننا نشعر بأننا عالقين و جامدين لا نستطيع أن نتحرك من مكاننا. هنا تأتي أهمية أن أرتب أفكاري و أفكارك أنت كذلك يا أوركيدتي لكي نتجاوز هذا التحدي.
ليكن باعتبارك كذلك أن التوتر و القلق يساهمان و بشكل كبير في الإحساس بأننا عالقين و لا نستطيع التفكير بشكل سليم. لكن هما كذلك بسبب إحساسنا بأن لدينا أشياء و أفكار كثيرة علينا أن نقوم بها و لم نضع لها أولوية .. و هذا ما يجعلنا نعود مجدداً لأهمية ترتيب الأفكار كي نتجاوز هذا المطب، خصوصاً عندما يبدأ و يؤثر على صحتنا النفسية، العقلية و إنتاجيتنا كذلك.
و الآن بعد أن عرفنا ما يحدث في عقلنا، نأتي إلى كيفية ترتيب الأفكار بطريقة بناءة تساعدنا في اتخاذ القرار الذي يخدمنا لخوض أي تغيير يطرأ في حياتنا.
كل ما عليك فعله هو أن تجلسي في مكان هادئ بعيداً عن الإزعاج و المقاطعات. بعد ذلك ابدأي بكتابة كل ما يشغل عقلك في تلك اللحظة، بمعنى آخر أفرغِ عقلك من جميع الأفكار التي تشغله.
بعد انتهاءك من هذه الخطوة، ابدءِ بترتيب هذه الأفكار حسب أهميتها و تأثيرها على اتخاذك للقرار.
إذا كان بعض الأفكار تحتاج لخطة عمل و خطوات لتنفيذها، اكتبيها ليكون كل شيء واضحاً أمامك. أما إذا كانت بعض الأفكار تشكك بقدرتك و تحثك على عدم التغيير ، ابدءِ بالتشكيك بصحة هذه الأفكار و أوجدِ حلولاً تساعدك و تسهّل عليك التغلب على مثل هذه النوعية من الأفكار.
أيضاً من الطرق الفعالة لترتيب الأفكار هي الخرائط الذهنية و لها عدة طرق للاستفادة منها؛ لذلك أنصحك بمشاهدة هذا الفيديو لتعرفي كيف تستخدمين الخرائط الذهنية
– لأن الحياة في تغير دائم، أصبح من السهل الوقوع في فخ تسارع الأفكار التي تجعلنا نشعر بأننا عالقين و يصعب علينا اتخاذ القرار السليم الذي يخدمنا؛ لذلك علينا بترتيب أفكارنا فهذا سيساعدنا كثيراً في المضي قدماً في الحياة المتغيرة
– لأرتب أفكاري، علي أن:
في الختام، جمال الحياة في أنها متغيرة فهذا يجعلها مثيرة للحماس و غير مملة و يدفعنا لنعيش و نختبر فيها التجارب المتنوعة فتثري حياتنا
وصلنا لنهاية هذه المقالة يا أوركيدتي، و لا يسعني إلا أن أنوي لك حياة ملؤها التنوع في التجارب لتعيشيها لحدودها القصوى ..
ألقاك في مقالة قادمة و حتى ذلك الحين .. أتركك في حفظ الحفيظ
مساعدة مؤسسة و صانعة محتوى موقع أوركيدفل لايف ستايل
مدربة معتمدة في الوعي الإنساني و التنمية الذاتية
في هذه المقالة، تعرفي كيف بإمكانك أن تحترفي التواصل الأنثوي الذي سيعمل على إحداث نقلة… إقرأي المزيد
تعرفي في هذه المقالة على نصائح ستساعدك بشكل جذري في تحويل منزلك إلى جاذب للطاقة… إقرأي المزيد
في هذه المقالة، تعرفي على الأطعمة التي تتعارض مع بعض الأدوية الأكثر استعمالاً و يقلل… إقرأي المزيد
في هذه المقالة تعرفي على خطوات عملية ستساعدك لاكتشاف قدراتك الكامنة و نقاط قوتك و… إقرأي المزيد
في هذه المقالة، تعرفي لماذا الانتاجة مهمة و كيف ستغير حياتك بشكل إيجابي و تحققين… إقرأي المزيد
هل تفكرين في الانتقال إلى بيت جديد، أو تجديد بيتك الحالي؟ إذا كنت محتارة ما… إقرأي المزيد
إظهار التعليقات
ممتنة لك كثير يا هدى على هذه المقالة الأكثر من رائعة .. الحقيقة كنت أحتاج لحل عملي في هالفترة بالذات كثرة عندي الأحداث و بدأت تأخذ من وقتي وطاقتي. سلمت أناملك المبدعة 🌸💜
تسلمين حبيبة قلبي أمل 🙏😘
الحمدلله استفدت منها لأني أنا كمان استفدت منها كثير 🥰️
ممتنة لله ولك على هذه المقالة هدى💜، راح اتذكر الخطوات وقت الأزمات، وحبيت فكرة التشكيك في أي فكرة تقلل من ثقتنا بنفسنا عشان نغلبها✌️
تسلمين حبيبتي شيخة 🥰️😘
عاد هذي الفكرة بالذات أكثر شي أستخدمها للأمانة لأن فعلاً شفتها تفيد كثير 👍😉