في مقالة سابقة يا أوركيدتي العزيزة، تحدثنا عن التغيير و كيف أنه شيء أساسي في حياتنا من أجل بقاءنا و تطورنا. و كيف تواجهين التغيير في مختلف جوانب حياتك. و لأن التغيير رحلة و ليس محطة تمرين بها مرة واحدة في حياتك، فسوف أطلعك في مقالة اليوم عن مراحل التغيير ؛لتكتشفي أين أنتِ في رحلتك و تعرفين كيف تجتازينها لتنتقلي إلى المرحلة التالية .. فمرحباً بكِ.
أهمية اكتشافنا مراحل التغيير
تبني نمط حياة صحي أكثر، الإقلاع عن التدخين، و النوم مبكراً و غيرها من الأمثلة الشائعة و الكثيرة في حياتنا يعتبر تحولاً مما نحن عليه الآن إلى أشخاص نتطلع أن نكون في المستقبل القريب أو البعيد. و هذا التحول لا يحدث بين ليلة و ضحاها، بل يمر بـ .. مراحل التغيير. كل مرحلة تختلف عن الأخرى، لها مميزاتها و لها تحدياتها كذلك، و كيفية التعامل معها يختلف أيضاً.
من هنا تأتي أهمية اكتشافك يا أوركيدتي في أي مرحلة من مراحل التغيير أنتِ؛ حتى لا تصابي بالإحباط فتستسلمي. بل تكوني مدركة و تعرفين كيف تجتازين بسلاسة كل مرحلة، لتصلي للتحول الذي تطمحين له و تحافظين عليه كذلك.
مراحل التغيير الستة
المرحلة الأولى: مرحلة ما قبل التفكر
في هذه المرحلة يكون الشخص غير مدرك أو ينكر الحاجة للتغيير. يقاوم الاعتراف بوجود مشكلة و يقلل من أهميتها و تأثيرها على حياته، و هذا ما يميز هذه المرحلة .. عدم الإدراك و النكران للمشكلة أو الحاجة للتغيير.
إذا كنتِ في هذه المرحلة يا أوركيدتي، لا تقلقي لأنه يمكنك اجتياز هذه المرحلة. المطلوب منك في هذه المرحلة أن تراقبي و تلاحظي و تسألي نفسك الأسئلة التالية: هل هناك تصرف أو عادة تقومين بها تعيق تقدمك في الحياة أو التطور أو أياً كان ما تطمحين الوصول إليه؟ هل تعرفين كيف ستدركين ما إذا هذا التصرف أو العادة يسبب مشكلة لك؟ ماذا يجب أن يحدث لتصنفي الأمر أنه مشكلة أو أنه عليك التغيير؟
المرحلة الثانية: مرحلة التفكر
في هذه المرحلة من مراحل التغيير يدرك المرء أن عليه أن يتغير أو أن لديه مشكلة. لكن الثمن الذي عليه تحمله يبدو باهظاً؛ فتغيير ما اعتاد عليه لسنوات يتطلب جهداً كبيراً. و منه يدخل في صراع نفسي ما بين التغيير و عدمه و تضارب في المشاعر كذلك.
في هذه المرحلة يا أوركيدتي اطمئني و لا تهلعي؛ فمفتاح اجتياز هذه المرحلة هو معرفة ما هو موجود في الضفة الأخرى .. استعرضي أمامك ما ستجنينه من التغيير (تغيير تصرف أو سلوك / تبني عادة أو الإقلاع عن عادة .. إلخ) و اجعلي سبب حاجتك للتغيير واضحاً. اسألي نفسك ما هي معيقاتك في رحلة التغيير هذه؟ ما الذي يمكنك فعله لمواجهة هذه المعيقات؟ مثلما ذكرت لكِ يا أوركيدتي، هذه المرحلة اكتشاف ما وراء منطقة راحتك ( و أقصد هنا ما اعتدتي القيام به ). فاجعلي كل شيء واضحاً و جاهزاً لك .. الأسباب/ المعيقات و الأمور التي ستساعدك في تسهيل البدء برحلة التغيير.
المرحلة الثالثة: مرحلة الإعداد
يكون في هذه المرحلة من مراحل التغيير تجربة ما تم تحديده من أمور لتسهيل رحلة التفيير. فنحن ما زلنا في بر الأمان و فرصة مناسبة لتغيير و تعديل هذه الأمور لتزداد احتمالية استمرارنا في رحلة التغيير.
اطلعي في هذه المرحلة يا أوركيدتي على قدر أكبر من المعلومات فيما يخص ما تودين تغييره في حياتك. فمثلاً ابحثي عن طرق مختلفة لتجربيها عن كيفية اتباع نمط حياة صحي، إن كان من ناحية الطعام أو الحركة أو عاداتك في النوم .. إلخ. طبقي ما تجدينه و اختاري منها ما سيساعدك في الاستمرارية في رحلة التغيير على المدى البعيد، فنحن نتحدث هنا عن تغييرات ستظل معنا مدى الحياة و ليس فقط لفترة مؤقتة ( إذا كانت هذه التغييرات مفيدة لنا و تخدمنا في حياتنا)
المرحلة الرابعة: مرحلة العمل
نأتي في هذه المرحلة بالشروع في تنفيذ ما قد تم التخطيط له و اختياره في المراحل السابقة؛ لذلك يعتمد استمرارية هذه المرحلة و نجاحك فيها على أدائك في تلك المراحل. فكثيرون يفشلون في الاستمرارية في هذه المرحلة لأن المراحل السابقة لم يتم التخطيط لها بعناية. فمثلاً قد ينوي البعض إنقاص الوزن فيتبعون حمية غذائية و يشتركون في نادٍ صحي، لكن و بعد عدة أسابيع يعودون لنظامهم القديم. قد يكونون لم يضعوا ما ستكون البدائل الصحية عند مواجهة الإغراءات أو عند الانشغال و إلى ما غير ذلك.
لذلك أكرر يا أوركيدتي للأهمية أن اجتياز هذه المرحلة يعتمد على حسن التعامل مع المراحل السابقة. كافئي نفسك لنجاحاتك، و عززي استمراريتك بتشجيع نفسك و تشجيع من حولك من أفراد داعمين للتغيير الذي تطمحين له.
المرحلة الخامسة: مرحلة المحافظة
و في هذه المرحلة من مراحل التغيير نحافظ على العادة أو السلوك الجديد و نتجنب القديم. يمكنك تعزيز ذلك يا أوركيدتي من خلال التخطيط و تطوير طرق من أجل التكيف و المحافظة على التغيير، و طرق و بدائل قابلة للتنفيذ لتجنب العودة لما قبل التغيير (العادة أو السلوك القديم). كافئي نفسك عند مواجهتك العادة القديمة و تجنبها بنجاح؛ فكما ذكرت سابقاً المكافئة ستعزز رغبتك في الاستمرارية في رحلة التغيير.
المرحلة السادسة: مرحلة النكسة
تعمدت ذكر هذه المرحلة لأنني أريدك أن تكوني مستعدة للتعامل معها بشكل سليم و تعودي مجدداً للمسار الصحيح بعزيمة أقوى. قد يحدث أن تواجهي انتكاسة و تعودي للعادة أو السلوك السابق، و هذا أمر شائع. من الطبيعي أن تشعري بالإحباط و خيبة الأمل و الرغبة في الاستسلام.
لذلك يا أوركيدتي أقول لكي لا تقسي على نفسك و اكتشفي الأشياء و الأسباب التي حفزتك للعودة لسلوكك القديم. بعد ذلك تعرفي على ما يمكنك فعله و اتباعه في حالة مواجهتك لمثل هذه الحوافز و الأسباب في المستقبل. المهم يا أوركيدتي العودة و الاستمرارية و عدم الاستسلام.
إذا أردتي أن تزيدي من فرص نجاحك لتحققي ما تتطلعين الوصول إليه .. فيسعدني أن أساعدك من خلال جلسة استشارية معي
60 دقيقة استشارة حياتية عبر تطبيق الزووم
في الختام ..
التغيير من أساسيات الحياة و التطور ، و معرفة مراحل التغيير و في أي مرحلة نحن و حسن التعامل مع كل مرحلة يجعل المضي قدماً في هذه الرحلة أكثر سلاسة و بنفسٍ هادئة أكثر، و لتكون دفة القيادة بين أيدينا.
أنوي لك يا أوركيدتي تغييرات نحو الأفضل في حياتك، فكلنا نستحق تحقيق ما نصبو إليه إذا بذلنا جهدنا و سعينا في ذلك.
ألقاك قريباً في مقالة قادمة جديدة .. حتى ذلك الحين أتركك في حفظ الحفيظ
مساعدة مؤسسة و صانعة محتوى موقع أوركيدفل لايف ستايل
مدربة معتمدة في الوعي الإنساني و التنمية الذاتية