نواجه جميعاً أوقاتاً عصيبة في حياتنا. سواءً على الصعيد الشخصي كفقد أو انفصال أو مجرد مزاج سيء ، و في بعض الأحيان تكون الأزمة أكبر و تؤثر على العديد من الأشخاص ، مثل الكوارث الطبيعية أو حدث غير متوقع مثل جائحة كورونا.
و في هذه الأوقات الصعبة ، من السهل أن تفقدي الدافع للعمل . و يمكن أن يكون ذلك صعباً على أهدافك.
فبدون دافع ، من السهل التخلي عن أهدافك و المهام الأخرى لكن الخبر السار هو أنك لست مضطرةً لتدعي هذا يحدث. يمكنك البقاء متحفزةً و أكثر إنتاجية حتى في الأوقات الصعبة.
يختلف مفهوم الإنتاجية الشخصية من فرد لآخر. فلا يوجد مقياس محدد يجب السير على نهجه أو معدل ما لابد من الوصول إليه. لكن يمكننا القول بأن مصطلح الإنتاجية يعني : مقدار الانتهاء من المهمات الضرورية بالنسبة لك، بأفضل صورة ممكنة، و باستمرار .
اسألي نفسك : ما الشيء الذي إذا فعلته اليوم سأشعر بالإنجاز؟
ما هي المهام التي أريد أن أقوم بها يومياً؟ أسبوعياً ؟ و شهرياً؟
كيف يمكنني تتبع إنتاجيتي؟
ما الذي يجعلني أستمر في عمل ذلك؟
أحياناً، كل ما تريدين القيام به هو الاسترخاء على الأريكة و الاستمتاع بمشاهدة التلفاز . و أحياناً جسمك يطلب النوم و هذا من حقه .. و الراحة جزء من الإنتاجية على فكرة، على أن لا تطول !
بناءً على نوع العمل الذي لديك، قد تتمكنين من قضاء بعض الوقت في إجازة بدون حدوث أي مشكلة على الإطلاق. قد تتمكنين من الهروب لبضعة أسابيع أو أكثر دون أن تعملي كثيراً. و لكن عاجلاً أم آجلاً ، ستلاحظين تراكم المهام و هنا تكمن أهمية الاستمرار و الالتزام بالروتين .
فبمجرد قيامك بالحد الأدنى من المهام الروتينية ، سيعطيكِ شعوراً بالإنتاجية مما يحفزك للعودة للعمل بنشاط.
الاستمرار في التركيز على أولوياتك اليومية سيساعدك على الشعور بالإنجاز بشكل أكبر و لكن من السهل أن يتشتت تركيزك و يضيع وقتك و أنت تتصفحين هاتفك مثلاً .
و حتى تعرفين ما الذي تقضين فيه وقتك الآن، قومي بتتبع الوقت بتسجيل ما تفعلينه في كل ساعة من اليوم. و من خلال تتبع وقتك ، ستعلمين بالضبط مقدار الوقت الذي تقضيه فيه تلك الأنشطة.
تتبع الوقت لن يساعدك فقط على التركيز و الإنتاجية في الأوقات الصعبة، و لكنه سيحسّن أيضاً إنتاجيتك عندما تعود الأمور إلى طبيعتها. لكل نشاط تفعلينه ، اسألي نفسك “هل هذا من أولوياتي الآن؟”
عندما تمرين بوقت صعب، قد يكون جدولك غير منتظم. و قد لا يعمل جدولك الطبيعي مع وضعك الجديد. لذلك سيساعدك إنشاء روتين جديد على الإنجاز. لا بأس إذا كنت تقومين بأعمال أقل مما تعملين عادةً. طالما أنك لا تزالين تفعلين شيئاً ما ، فهذا هو المهم.
لإنشاء جدول:
1. حددي مقدار الوقت الذي يجب أن تخصصيه للعمل الآن.
2. حددي ساعات اليوم التي يمكنك العمل فيها. ربما لديك ساعتان فقط كل صباح. أو ساعة في الليل بعد ذهاب الأطفال للنوم. وزعي تلك الساعات في جدولك.
3. حددي المهام “التي يجب عليك القيام بها اليوم” و هذه هي أولوياتك
قد يكون أصدقاؤك و عائلتك داعمين و مشجعين، و لكن من المفيد أن يكون لديك شخص يفهم ما تمرين به و يمكنك التحدث إليه. يمكن أن يساعدك التواصل مع صديقة مهتمة بمجالك على البقاء متحمسةً و منتجة في الأوقات الصعبة.
إذا لم يكن لديك أي أصدقاء لهم نفس الاهتمامات ، فقد أصبح من السهل اليوم التواصل عبر الانترنت مع أصحاب لهم نفس تفكيرك و اهتماماتك. كما يمكنك الانضمام لأحد مجموعات الدعم التي تحفزك.
اعلمي أن ما كتبه الله هو خير لك و أن ما أصابك لم يكن ليخطئك و أن أمر المؤمن كله خير . فهذا سيطمئن قلبك و يُهدأ نفسك و يجعلك أكثر تقبلاً لما تمرين به الآن.
تذكري: لا يهم مدى بطئك ، طالما أنك لم تتوقفي
من أفضل الطرق للبقاء منتجة أن تكوني مسؤولة أمام شخص ما سيحاسبك. يمكن أن يكون أحد أفراد العائلة أو صديقة أو مُدربة ..
ابحثي عن شريكة مساءلة لتشاركي معها ما تريدين تحقيقه خلال الأيام القليلة المقبلة ثم قدمي تقريراً عما قلتِ أنك ستفعلينه.
إن وجود شخص تكونين مسؤولة أمامه أمر قوي للغاية! لأنه لا أحد يريد أن يعترف بأنه لم ينجز مهامه.
ستكون هناك أيام لن تشعري فيها أنك مستعدة للعمل. عندما يحدث ذلك ، امنحي نفسك بعض اللطف و إذا كنت بحاجة إلى استراحة ، خذي واحدة.
و لكن ستكون هناك أيضاً أيام يتعين عليك فيها إنجاز بعض المهام الضرورية. في تلك الأيام ، تقبلي الوضع و افعلي ما يجب عليك القيام به.
تذكري كلنا نمر بأوقات عصيبة في الحياة. لا شيء يدوم إلى الأبد، هذا فصل و سوف يمر.
حتى يتم ذلك . . . استعيني بالله ثم حافظي على تركيزك و اعملي على المهام ذات الأولوية القصوى. و استمري في بذل قصارى جهدك.
أتمنى أن تكوني قد استفدتِ من هذه النصائح و أصبح لديك خطة مستعدة لتنفيذها عندما تواجهين أوقاتاً صعبة في المستقبل؛ فهذا يشعرنا بالطمأنينة و الاستعداد و لا يترك مجالاً لأن نشعر بأننا مغمورين
ألقاك في مقالة جديدة .. حتى ذلك الحين أتركك في حفظ الرحمن
أخصائية علاج وظيفي ، كوتش و صانعة محتوى
مختصة في الإنتاجية و العناية بالنفس للأمهات
في هذه المقالة، تعرفي كيف بإمكانك أن تحترفي التواصل الأنثوي الذي سيعمل على إحداث نقلة… إقرأي المزيد
تعرفي في هذه المقالة على نصائح ستساعدك بشكل جذري في تحويل منزلك إلى جاذب للطاقة… إقرأي المزيد
في هذه المقالة، تعرفي على الأطعمة التي تتعارض مع بعض الأدوية الأكثر استعمالاً و يقلل… إقرأي المزيد
في هذه المقالة تعرفي على خطوات عملية ستساعدك لاكتشاف قدراتك الكامنة و نقاط قوتك و… إقرأي المزيد
في هذه المقالة، تعرفي لماذا الانتاجة مهمة و كيف ستغير حياتك بشكل إيجابي و تحققين… إقرأي المزيد
هل تفكرين في الانتقال إلى بيت جديد، أو تجديد بيتك الحالي؟ إذا كنت محتارة ما… إقرأي المزيد
إظهار التعليقات
ممتنة لك يا عزيزتي هناء على هذه المقالة الأكثر من رائعة .. نعم اعترف لقد مررت بهذه الفترة منذ وقت قريب .. ولكن ذكرك للطمأنينة و الإيمان قد أثر بي كثيراً ففي مثل هذه الحالات قد نغفل عن هذه الحقيقة .. وأشكرك لأنك تطرقتي لها .. بوركت أناملك المبدعة 💜🙏