أهلا أصدقاءنا الرائعين في مقالة جديدة ..
مع بداية العام الجديد ، قد تتسائلين لماذا اتخاذ الخطوة الأولى والبدء فعليًا في الشيء الذي أود القيام به صعب؟ ولماذا لا أفعل تلك الأشياء التي أعرف أنها واجبة علي ؟ خصوصًا الأشياء المتعلقة بصحتك وأموالك وجدولك الزمني ووقتك وعملك وأهدافك ووو.. لذلك، فهذا المقال لكِ .
لماذا أجد صعوبة كبيرة في بدء شيء أريد فعله حقًا؟ لماذا لا أقوم بإجراء التغيير الذي أريده حقًا؟
اليوم ، سنتحدث عن سبب صعوبة البدء من منظور عصبي وكيف يمكن أن يساعدك فهم ذلك على المضي قدمًا والبدء على أي حال. آمل بعد قراءة هذا المقال ألا تتوقفي عن البدء بعد الآن عندما تفكرين في الأشياء التي تريدين القيام بها والتغييرات التي تريدين إجراءها في العام المقبل.
إذا كنتِ تريدين أن تعيشي حياة لم تعيشيها أبدًا؛ عليكِ أن تفعلي أشياء لم تفعليها من قبل. ولتفعلي أشياء؛ عليكِ أن تبدأي بالفعل!
لنبدأ بالحديث عن الفرق بين الحلم والفعل. من الممتع التفكير في النتائج التي يمكن أن نحققها من خلال القيام بالأشياء بشكل مختلف و تخيل ما يمكن أن يكون في المستقبل إذا اتخذتِ قرارك و حددتِ أهدافك . مجرد تخيل هذه التغييرات يشعركِ بالأمان.
تتخيلين كيف سيكون حالك عندما تفقدين بضع كيلوجرامات من وزنك،عندما تتوقفين عن هذه العادة السيئة، عندما تغيرين وظيفتك وتفتتحين مشروعك الخاص ،عندما تستخدمين وقتك بشكل مختلف. ومن الممتع حقًا أن تحلمي بهذه التغييرات لأنها مهمة. وتعني شيئا ذا قيمة بالنسبة لكِ. لكن الحقيقة هي أن معظم هذه الأحلام والأفكار تبقى هناك كأفكار في عقلك و لا تذهب إلى أبعد من ذلك لأن الحلم سهل. بينما القيام بذلك في الواقع أمر صعب.
إليكِ بعض الأسباب التي تمنعك من البدء:
1- جزء من عقلك يحب وضعك الحالي ويريد أن يبقيك في منطقة الراحة
الحقيقة هي أنه يمكننا أن نشعر بالراحة حقًا في فوضتنا العقلية. في ظل هذه الفوضى ، نجد طرق الحياة المألوفة التي ليست بالضرورة الأفضل بالنسبة لنا ولكنها الأسهل. يريد هذا الجزء من دماغنا أن تبقى الأشياء كما هي. لأنه يشعر هكذا بالسهولة والفعالية. إنه يستخدم القليل من الطاقة للبقاء في نفس وضعه وهو يظن أنه هكذا يحميكِ ويحافظ على سلامتك وراحتك وحياتك ( فقد سخر الله دماغك ليحميك وينبهك ويبعدك عن الأخطار) فالبقاء على حالك يبدو وكأنه أقل مخاطرة ، وأكثر شيء آمن يمكنك القيام به. حتى لو لم يكن البقاء على حالك هو الأفضل لصحتك ، أو أموالك ، أو علاقاتك ، أو ثقتك ، أو إيمانك ، أو حتى تطورك الشخصي .
إلى متى سيسعى هذا الجزء من عقلك لإبقائك في منطقة الراحة الخاصة بك ومنعك من إحداث التغيير؟ لوقت طويل! وهذا هو السبب في أن رغبتك في تحقيق الكثير من أحلامك وأفكارك وتغييراتك لا تتحقق.
2- المعتقدات المقيدة و/أو التخريب الذاتي self- sabotage & limiting beliefs.
عقلك قوي ، وكذلك الأفكار التي يقدمها لك. وأكبر طريقة تمنعك من البدء هي من خلال تقديم الأفكار والأعذار والشكوك والأسباب للبقاء في مكانك. وهي ما نطلق عليها: المعتقدات المقيدة أو التخريب الذاتي. و كلاهما فعال للغاية في منعك من البدء. قد يبدو ذلك كأفكار: أن هذا لن ينجح معك أبدًا، أنتِ فاشلة ، ما عندك وقت كافِ ، أو أنك لا تستمري و لا تلتزمي أبدًا بأي شيء آخر. قد يبدو الأمر وكأنه أعذار في الوقت الحالي. وهذا هو شكل من أشكال التخريب الذاتي يجعلك تفشلين حتى قبل أن تبدأي.
إذا أردت أن تعرفي أكثر عن المعتقدات ليسهل عليك التخلص منها؛ فأنصحك بقراءة هذه المقالة: ما هي المعتقدات و كيف نتخلص منها
3- البدء يبدو صعبا لأنه يحتاج لاتخاذ قرار . ويمكن للقرارات أن تشعر عقلك بالإرهاق ، لذلك سيتجنبها ويبدأ بالتسويف.
البقاء في السرير عند سماع المنبه ، و تناول الطعام الجاهز بدلا من الصحي …الخ. كلها أمثلة على اتخاذ قرار بفعل ما يبدو لكِ أنه سهل أو أكثر متعة حاليا بدلاً مما قد أخبرت نفسكِ سابقًا أنكِ سوف تفعلينه . نؤجل الأمور ونقول إننا سنبدأ يوم السبت أو الأسبوع المقبل أو الشهر المقبل أو العام المقبل. نحن نتأخر لأن البدء يشعرنا بعدم الراحة ولأن اتخاذ القرار صعب. متى يجب أن أبدأ؟ لا أعرف ما هي الخطوة الأولى. ليس لدي أي فكرة. ماذا علي أن أفعل قبل أن أبدأ؟ لا أعرف ..
عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات ، والاستجابة لها ، يُرهَق دماغنا ويحتاج طاقة لاتخاذ قرار الاختيار والالتزام بشيء ما. حتى القرارات الصغيرة اليومية التي نتخذها مثل ما نتناوله على العشاء. ستبدأين في ملاحظة أنه في كثير من الأحيان عندما تحتاجين إلى اتخاذ قرار بشأن شيء ما ستجدين نفسك تنشغلين بهاتفك ، أو تناول وجبة خفيفة ، أو تشغيل التلفزيون أو القيام بشيء آخر يأخذ عقلك بعيدًا عن الحاجة إلى اتخاذ قرارات. لذلك كلما استطعنا اتخاذ قرارات لأنفسنا مسبقًا ، أصبح من الأسهل متابعة تلك القرارات في الوقت الحالي.
4- الخوف من الفشل
الخوف من اختيار الشيء الخطأ، الخوف من الندم، و إذا كنا نعتقد أننا لا نستطيع القيام بذلك بشكل مثالي فلن نبدأ غالبا.
5- الاعتقاد أننا بحاجة إلى معرفة جميع الخطوات ورؤية الخطة الكاملة قبل اتخاذ الخطوة الأولى. وهذا ليس صحيحًا.
نريد من يخبرنا بالضبط ما نحتاج إلى القيام به خطوة بخطوة للحصول على النتيجة التي نسعى لها. و أن نعرف الخطة المضمونة قبل البدء وهذا يعود إلى ذلك الجزء من دماغنا الذي يريد أن يفعل ما يشعر بأنه سهل وفعال.
لكن الحقيقة هي أن معظم الحياة لا تسير على هذا النحو. وإنما ستواجهنا تحديات وعقبات . وحتى لو كانت الخطة واضحة عند البدء؛ فسيكون هناك الكثير من التجارب والتعديلات على الأخطاء .
لا توجد طريقة واحدة لتناول الطعام الصحي و لا توجد طريقة واحدة لبناء مشروع تجاري أو لإدارة وقتك. نحن لسنا روبوتات ، ولا توجد حلول تناسب الجميع. لا يمكن أن يخبرك شخص آخر بالخطوات التي يجب عليك اتباعها في طريقك إلى الأمام.
إنه لأمر جميل أن تكوني قادرة على صنع نوع الحياة التي تحبينها. ولكن هذا يعني أيضًا أنه عليك معرفة كيف يبدو ذلك. يجب أن تكوني على استعداد للبدء والسعي والبذل ، حتى إذا كنتِ لا تعرفين الصورة الكبيرة وكيفية تحقيق ذلك بشكل كامل. حتى إذا كنتِ لا تعرفين كل الخطوات التي ستتضمنها ، فما عليك سوى البدء.
لقد عرفتِ الآن أهم الأسباب التي تمنعك من البدء. لكن فهم ما يمنعك من ذلك وإجراء التغييرات التي تهمك شيء. و أن تكوني قادرًة على تجاوز تلك العقبات من أجل القيام بالأمر فعليًا شيء آخر.
لذلك أود أن أشاركك بعض الحقائق حول البدء والتي من المهم الانتباه لها إذا أردت الخروج من منطقة الراحة والبدء:
1- لا يوجد تغيير مريح
ولو كان التغيير سهلاً ، لفعله الجميع. إنه أمر غير مريح للجميع ، وليس أنتِ فقط. طوري مهاراتك و وعيك للحصول على مزيد من الراحة مع الشعور بعدم الارتياح. و كلما تحديتِ نفسك لفعل ما هو غير مريح ، أصبح الأمر أسهل.
2- البقاء في مكانك أمر غير مريح أيضًا
على الرغم من أننا نسميها منطقة الراحة الخاصة بنا. ولكنك غير مرتاحة لأنك لا تسعين إلى التغيير الذي تريدين حقًا القيام به. يحدث التغيير عندما يصبح ألم البقاء في مكانك أكبر من الانزعاج الناتج عن تجاوزه. عندما تصلين إلى هذه النقطة ، فأنت على استعداد لتجاوز عدم الراحة من التغيير لأنكِ تعتقدين أن الأمر يستحق كل هذا العناء
3- الجزء الصعب في إحداث التغيير ليس العيش في التغيير نفسه وليس العيش في الوضع الجديد ، وإنما في الفترة التي تسبق البدء مباشرة
لأنك تنتقلين من شيء مريح ومألوف إلى شيء جديد ومختلف مما يجعل عقلك يخاف. وبعد أن أصبحتِ أكثر وعيا بطريقة عمل دماغك ؛ فإن هذا الشيء متوقع لأن دماغك مصمم لحمايتك والحفاظ على سلامتك.
فقط لأن البدء يشعرك بالصعوبة في الوقت الحالي لا يعني أنه لا يمكنك فعل ذلك ، بالعكس يمكنك القيام بأشياء صعبة ، وقد خلقك الله و وهبك القدرة على الإبداع والتغيير والتطور.
4- قوة إرادتك و التزامك بالتغيير سيدفعك إلى الأمام حتى عندما تشعرين بصعوبة؛ لأن التزامك بإحداث التغيير سوف يتغلب على الرغبة في التوقف أو حتى عدم البدء .
أحب استخدام ما أسميه مقياس الالتزام مع عميلاتي ، مقياس من 1 إلى 10 ، ما مدى التزامك بإجراء هذا التغيير؟ وبعد ذلك نناقش حقًا ما الذي يمنعهم من أن يكونوا 10 ، ونتعامل مع تلك الأفكار وتلك العقبات لبناء المزيد من الالتزام الذي سيتجاوز هذا الإنزعاج ويبقيهم مستمرين ، ويحفزهم على التحرك نحو المكان الذي يريدون أن يكونوا فيه.
5- يمكنك أن تجعلي البداية سهلة بجعلها أصغر وأبسط
ابدأي بخطوات بسيطة و لا تبالغي في التفكير، خصصي قدراً من الوقت كل يوم لشيء جديد في حياتك ، وقولي لا لشيء آخر. اسألي نفسك: ما هو أصغر وأبسط شيء يمكنني القيام به لضمان طريقي نحو التغيير الذي أرغب به ؟ و ابدأي من هناك.
إدراك كيفية عمل العقل مهم جدًا ، لأنك إذا عرفتِ طريقة عقلك ستفهمين لماذا يرفض عقلك التغيير ، وستشعرين بالامتنان لأن عقلك يعمل لحمايتك بهذه الطريقة ، وأيضًا ستختارين عن قصد أن تبدأي على أي حال.
سيبدو الأمر كما لو أنك ترين عقلك وتتكلمين معه: أرى ما تنوي فعله ولماذا، وأعلم أن هذا يبدو مخيفًا ومخاطرة لأننا سنقوم بشيء جديد ومختلف. وأعتقد أيضًا أن الأمر يستحق كل هذا العناء. لقد خلقك الله بهذه القدرة على اتخاذ القرار حتى وإن كان يتعارض مع ذلك الجزء منك الذي يشعر بأنه مجبر على البقاء مرتاحًا والالتزام بما هو مألوف.
تأملي :
- ما الشيء الذي تريدين أن تبدأي بفعله بشكل مختلف حتى تتمكني من عيش نوع مختلف من الحياة؟
- هل هناك شيء تجدين نفسك تؤجلينه أو تماطلين فيه باستمرار؟
- ما هي التغييرات التي تجدين نفسك تقول أنك تريدين إجراءها ربما عامًا بعد عام و لم تفعلي شيئًا بشأنها؟
- ما الذي تتجنبين فعله؟
اعلمي أن ما تتجنبين فعله هو مفتاح تحديد المكان الذي يجب أن تبدأي به ، وأكثر ما تحتاجين إلى العمل عليه لزيادة نموك الشخصي والمهني والروحي.
بعد أن عرفت الأسباب التي تمنعك من البدء و القيام بما تحبين، آمل أن يكون هذا المقال ملهما لك و مفيدا عندما تفكرين في التغييرات التي تريدين عملها ولكنك ترددتِ في البداية. البدء ليس بالأمر السهل دائمًا. غالبًا ما يكون الأمر صعبًا. لكن الخطوة الأولى هي الأكثر أهمية في إجراء التغيير الذي تريدين إحداثه في حياتك ، والأمر يستحق ذلك.
أخصائية علاج وظيفي ، كوتش و صانعة محتوى
مختصة في الإنتاجية و العناية بالنفس للأمهات
ما شاء الله عليج يا هناء و المقال في وقته تماما بما أنه بداية سنة جديدة.. استفدنا منه كثير 3>
سعيدة إنك استفدتي وشاكرة لمرورك 3>
السلام عليكم أخت هناء
ماشاء الله عنك ،فعلا مقال أكثر من رائع وسيعني على البدء والتغيير ،تمتاز مقالاتك بالترتيب الفكري والهدوء وجذبنا لفهمه كله💖
وعليكم السلام ، سعيدة لأنك قرأتي المقال و ممتنة لتعليقك مايا ❤ شكرا لك
ممتنة لك مرررة يا هناء على هذه المقالة الروعة. حقيقي أنا كنت واقعة في مسألة لازم أسوي الخطة كاملة قبل لا أبدأ أي شيء، و هذا الشيء كان يأخرني عن تحقيق أحلام و طموحات كبيرة بعضها إلى الآن مؤجلة. فشكراً لك لأنك ذكرتي هذه النقطة. بوركت أناملك المبدعة كالعادة. دمت بحب و سلام.
فعلا انتظار اكتمال الخطة أحد أكبر العوائق اللي بمنعنا نبدا ! ابدأي و الله بسهل لك باقي الخطوات إن شاء الله .. ممتنة لمرورك