أهلاً و سهلاً بك أوركيدتي العزيزة في مبوبة تفاصيل
من أكثر الأشياء التي تؤثر على مساحاتنا و تعطيها شكلاً و إحساساً مغايراً تماماً عما كانت عليه هي الألوان. فبالنسبة للألوان في التصميم الداخلي، قد يعتبرها البعض من أيسر الطرق لإحداث تغيير سريع و غير مكلف في أي مساحة في منزلك. و هذه حقيقة واقعية، و لكن لا يتوقف الأمر عند هذا الحد. ففي الواقع تعد الألوان في التصميم الداخلي جزءاً مثيراً للاهتمام؛ إذ يرتبط ارتباطاً وثيقاً باحتياجاتنا النفسية و السيكولوجية. و هذا ما أثبته علم النفس الحديث ثم عرّفه بعد ذلك ب (سيكولوجية الألوان).
هل سألت نفسك يوماً ما عن سبب شعورك بالنشاط الزائد بعد دخولك إلى غرفة يملؤها اللون الأحمر النابض بالحياة؟
أو شعورك بالهدوء و الاسترخاء عندما تكونين في مساحة يغلب عليها الألوان المحايدة؟
أستطيع أن أقول لك يا أوركيدتي العزيزة بأن ذلك يعود إلى تأثير سيكولوجية الألوان في التصميم الداخلي ، و الذي يرتبط كل لون بمشاعر معينة.
قد تكونين لاحظتِ استخدام سيكولوجية الألوان على نطاق واسع في العلامات التجارية و التسويق ، و لكنها أيضاً أداة تصميم داخلي قوية لدرجة أن لها تأثيراً أكبر على الحالة المزاجية للمساحة أكثر من أي عامل آخر.
بالإضافة إلى الألوان، فإن تدرجها و شدة سطوعها أو خفوتها تعطي مشاعر مختلفة ، لذا عند مناقشة الألوان التي تختارينها لمنزلك، من الضروري التفكير في نوع الأجواء الذي تريدين إنشاءها و الألوان التي ستساعدك في تحقيق ذلك.
تمت دراسة سيكولوجية الألوان لمئات السنين. اللون هو مظهر من مظاهر كيفية إدراك دماغنا و رؤيتنا لأطوال موجات مختلفة من الضوء. يمتد هذا الطيف من أطوال موجية أقصر (ألوان زرقاء أو بنفسجية) إلى أطوال موجية أطول (حمراء). بعبارة أخرى ، إنه ما يُعرف عموماً باسم قوس قزح أو طيف الألوان. قطع علم الألوان أشواطاً كبيرة إلى الأمام بفضل التجارب التي أجراها إسحاق نيوتن في القرن السابع عشر ، و التي أسفرت عن ما يعرف إلى يومنا الحالي ب”عجلة الألوان” الشهيرة، و لاحقاً بواسطة يوهان فولفجانج فون جوته، الذي نشر “نظرية الألوان” الرائدة في عام 1810. كان هذا عمله الأول و كان أول من تبحر في دراسة الآثار النفسية للألوان و تأثيرها على المشاعر البشرية.
كما أسلفنا سابقاً، لا تقتصر سيكولوجية الألوان على التصميم الداخلي بالطبع. فهي تنطبق على الفنون الجميلة مثل الرسم و التصوير ، و الإعلان و العلامات التجارية ، و الأزياء ، و الجمال ، و التصميم الصناعي ، و العديد من المجالات الأخرى. حتى أنه يلعب دوراً في اتجاهات ثقافية واسعة النطاق – فكّرِ في كيفية تأثير الألوان و اختلاف معانيها حتى على مستوى الشعوب و الدول و العقائد و المعتقدات.
لكن من المهم أن نفهم معنى اللون في التصميم الداخلي لأننا نقضي الكثير من الوقت في منازلنا، و الأجواء التي نخلقها هناك لها تأثير كبير على مزاجنا و أسلوب حياتنا اليومي. كما أنه يؤثر على الأشخاص الذين يأتون إلى منزلنا – فقد يكون مكاناً للترحيب أو مكاناً بارداً أو فوضوياً. ماذا يقول منزلك عنك؟ الكثير منه يتعلق بالألوان.
إذا كنت من أولئك الذين يتهربون من تجربة ألوان جديدة في مساحاتهم، فأنصحك بقراءة هذه المقالة التي ستغير رأيك تماماً: كيف يمكننا إضافة الألوان إلى البيت ؟
تعد الألوان عاملاً مهماً في التصميم الداخلي. فلون الجدران و الأثاث و العناصر الطبيعية و قطع الديكور و الأضواء و التجهيزات تلعب دوراً مهماً في نفسية قاطني هذه المساحات. تخيل معي يا أوركيدتي العزيزة قضائك لساعات طوال محاطة بمزيج من الألوان التي اخترتيها. لذلك، من الجيد دائماً اختيار مجموعة الألوان بناءً على شخصية العميلة و رغباتها. فهذا يجعلها تشعر بالراحة و الاسترخاء في منزلها و يزيد من الإنتاجية في مكان العمل.
بناءً على نتائج دراسات متعددة حول سيكولوجية الألوان، يتفاعل كل شخص بشكل مختلف مع كل لون. على سبيل المثال، يجد بعض الناس أن اللون الأسود محبط و مثبط للهمم. بينما يجد العديد من الناس أن اللون الأسود يمثل القوة و النظام. و قد يجد بعض الناس أن اللون الأحمر يمثل تهديداً بينما يجده الآخرون ملهماً.
لذلك و كمصممة داخلية، أفضل أن أسال عميلاتي العزيزات عن مجموعة الألوان التي يجدونها أكثر جاذبية و التي يفضلونها. حتى إذا لم تتمكّن من اختيار الألوان ، فإنني سأحصل على فكرة عامة وافية عما يناسبهن. سنناقش تأثيرات الألوان الشائعة بالتفصيل في المقالة القادمة حتى تتمكني من اتخاذ قرار مستنير أثناء تنفيذ أفكار التصميم الخاصة بك.
فإذا كنت تستعدين للانتقال إلى منزلك الجديد، أو تودين إحداث تغيير و لو طفيف في مساحتك الخاصة الحالية، سيكون من دواعي سروري مساعدتك في اختيار الألوان المناسبة لشخصيتك و مساحتك، يمكنك حجز الاستشارة من هنا.
تعتبر سيكولوجية الألوان مجالاً واسعاً للدراسة، و ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتصميم الداخلي. سواء كان منزلاً أو عقاراً أو مكتباً، يمكن لفعل بسيط مثل اختيار مجموعة الألوان الصحيحة أن تحدث فرقاً كبيراً في حياة قاطني تلك المساحات. نظراً لأن التصميم الداخلي هو انعكاس فعلي لشخصياتهم.
لذا في المقالة القادمة سنتحدث بتفصيل أعمق عن تأثير هذه الألوان على نفسيتنا و دلالاتها. فكون بالقرب يا أوركيدتي العزيزة.
أخبريني، هل أحسست بأثر الألوان على نفسيتك عند تواجدك في مساحة ما؟ و ما هي تلك الألوان التي أثارت فيك تلك المشاعر؟
شاركيني في التعليقات.
ألقاك على حب و سلام و استدامة
مؤسسة و صانعة محتوى موقع أوركيدفل لايف ستايل
متخصصة في التصميم الداخلي بمفهوم البيوفيليا و الفونج شوي
مهتمة بتنظيم المساحة و تحسين جودة الحياة
في هذه المقالة، تعرفي كيف بإمكانك أن تحترفي التواصل الأنثوي الذي سيعمل على إحداث نقلة… إقرأي المزيد
تعرفي في هذه المقالة على نصائح ستساعدك بشكل جذري في تحويل منزلك إلى جاذب للطاقة… إقرأي المزيد
في هذه المقالة، تعرفي على الأطعمة التي تتعارض مع بعض الأدوية الأكثر استعمالاً و يقلل… إقرأي المزيد
في هذه المقالة تعرفي على خطوات عملية ستساعدك لاكتشاف قدراتك الكامنة و نقاط قوتك و… إقرأي المزيد
في هذه المقالة، تعرفي لماذا الانتاجة مهمة و كيف ستغير حياتك بشكل إيجابي و تحققين… إقرأي المزيد
هل تفكرين في الانتقال إلى بيت جديد، أو تجديد بيتك الحالي؟ إذا كنت محتارة ما… إقرأي المزيد