أهلاً و سهلاً بك أوركيدتي العزيزة في مبوبة استلهمي
بينما كنت أشاهد مقاطع فيديو في اليوتيوب، أوقفني فيديو للدكتور مصطفى حسني بعنوان ( كن أنت ).
بصراحة، شدّتني هذه الجملة و دفعتني لمشاهدة هذا الفيديو.
الفيديو يتحدث عن صفة لو بقيت على ممارستها ستفقدك الاتصال العظيم بالله، ألا و هي الكذب.
لماذا الكذب؟
للكذب عدة جوانب، لكن بالنسبة لي أدركت أن الكذب على الذات يعتبر أيضاً نوع من أنواع الكذب.
من المؤكد سيتبادر في ذهنكم: و كيف لي أن أكذب على ذاتي؟
الجواب، بأن أدّعي و أتظاهر بصفات ليست لدي و إنما أفعلها و أتكلفها فقط لإرضاء الناس من حولي.
كالمستوى المادي، التعبير عن مشاعري، التعبير عن رأيي، نَسَبي، و غيرها من هذه الأشياء التي أظهر فيها بغير حقيقتي.
إن الإنسان الذي يكذب و يكون غير ذاته الحقيقية إنسان يتعذب، فهو يقاوم ذاته الحقيقية و يعتبرها ناقصة،
لذلك يلجأ إلى الكذب.
بالإضافة لهذا، فإن مقارنة نفسي بشيء مادي زائل و قد كرمني الله بأعلى من هذه المكانة، أكون قد ظلمت نفسي ظلماً كثيراً.
و يقول مصطفى حسني بأن الكذب على النفس و إظهار شيء مغاير عني يسمى التكلّف في القرآن.
كما ورد في هذه الآية
قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ
القرآن الكريم – سورة الزمر آية (86)
سأعطيكم مثال؛ أنا مستواي المادي متوسط، و مقتنياتي متوسطة، بيتي و سيارتي و هاتفي.
هنا يجب أن أقول لنفسي: أنا سعيدة بما أملك و ممتنة لهذه الأشياء في حياتي و لن أمثل بأني غنية.
للتعرف على فوائد الإمتنان العظيمة، اقرئي ملخص كتاب الإمتنان أسلوب حياة.
سابقاً…..
كانت تهمني المظاهر كثيراً، و كنت أشعر بالضيق و الحرج إذا لم أكن بمستوى معين.
و مع الأيام أدركت بأني أرغم نفسي عناء التظاهر بما ليس لدي. كنت بالفعل أشعر بالتكلف الشديد، و اكتشفت أيضاً بأني بعيدة كل البعد عن ذاتي.
لذلك قولي لنفسك: لن أواكب المجتمع المهتم بآخر صرعات الهواتف و السيارات.
لن أستجيب للمجتمع المهتم بالشكليات و الماديات حتى أظهر بمستوى لائق ليحترمني و يحبني الناس.
لن أقيم ذاتي و أعتبر الماديات تساوي قيمتي الحقيقية.
لقد تعلمت أنه من يهتم بهذه الأشياء إنما هو فاقدها أصلاً في ذاته؛ كاحترامه و حبه لذاته، و اختار الماديات لتشبع هذا الجانب الناقص من شخصيته.
إن الإنسان الذي يكذب على ذاته يفقد سلامه الداخلي. و قد ورد في القرآن الكريم هذه الآية:
لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّ يُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
القرآن الكريم – سورة آل عمران آية (188)
إن شكل من أشكال العذاب هو أن يتعذب و يبتعد الإنسان عن سلامه الداخلي مع نفسه،فالسلام الداخلي الذي يعتبر نوع من أنواع الرضا بما هو لك.
خطوات لتقبل لذاتي:
1- تقبّلِ ما أنتِ عليه
أهلك و مجتمعك. مميزاتك و عيوبك. مميزاتك هي إبداعك و تفردك و هي الموهبة التي أعطاك الله إياها لو أحسنت استغلالها. عيوبك هي الرحلة الإصلاحية للنفس إلى أن تقابل الله بقلب سليم.
قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا
القرآن الكريم – سورة الليل آية (9)
2- ضعِ خطة إصلاحية لمستواك المادي و الفكري
طوري و استثمري في ذاتك. حاولِ بشتى الطرق على إصلاح نفسك و حياتك.
وأخيراً…
جميعنا لدينا عيوب و نواقص، و لا أحد يخلو منها. و لنتذكر بأن هذه العيوب ما هي إلا جزء من رحلتنا الحياتية لإصلاح الذات و تطويرها.
كوني أنتِ حتى تعيشي في سلام مع ذاتك و لا تتصنعي لإرضاء الآخرين. فمن يحبك حقاً سيتقبلك كما أنت.
إن السلام الداخلي هو أن أتقبل ذاتي بكل عيوبها و مميزاتها. و لا أسعى لإرضاء الناس بشيء أو صفة لا أتصف بها.
كوني انت و تقبّل عيوبك و استمري في إصلاحها.
إذا لديك أية استفسارات حول هذه المقالة، لا تترددي في الكتابة إليّ.
شاركيني تجربتك حول هذا الموضوع.
مساعدة مؤسسة و صانعة محتوى موقع أوركيدفل لايف ستايل
متخصصة في التصميم الجرافيكي و مونتاج الفيديوهات و التصوير
مهتمة بالوعي الإنساني و الكتب