أهلاً و سهلاً بك أوركيدتي العزيزة في مبوبة تفاصيل
قد لا يمر علينا يوم من أيام الأسبوع إلا و نحن خارج المنزل. إما للوظيفة، للدراسة، للمتعة، للمشاوير اليومية أو الطارئة. و هذا يجعل من منازلنا ملاذاً للراحة و الاسترخاء بعد عناء يوم طويل مرهق. قبل فترة ليست بالبعيدة، كان يعتبر الاهتمام بتصميم المنزل من الكماليات أو دليلاً على رفاهية الفرد. و لكن مع دخولنا الألفية الجديدة، فقد تغيرت و تسارعت وتيرة الحياة بمختلف نواحيها، و كان آخرها جائحة كورونا، التي أجبرتنا على الانتباه إلى أهمية منازلنا كخط الدفاع الرئيسي الأول و ملاذ الأمان في الأوقات الصعبة. و عليه، فإن أدق تفاصيل منازلنا صارت أولوية و ضرورة للحفاظ على سلامتنا النفسية و الجسدية في المقام الأول.
يمكنك أن تستلهمي من هذه المقالة بعض النصائح التي تجعل من منزلك ملاذك الآمن في أي وقت مهما كانت الظروف
لقراءة المقالة: كيف تجعلين بيتك ملاذك الخاص في أزمة كورونا؟
أهمية علم النفس في التصميم الداخلي
لقد ارتبطت في أذهاننا فكرة العودة إلى المنزل بدلالات مجزية. كالانتهاء من مهامنا، التخلص من أعباء الحياة اليومية، الراحة و الاسترخاء، و اللقاء بالأهل و الأحباب. مما جعل الاهتمام بتصاميم منازلنا أمراً لابد منه. فتحتاج كل هذه الأوقات الرائعة و الحميمية إلى مساحات تضمن لنا أقصى درجات الراحة، البهجة، و العملية في آن واحد.
و نستطيع القول أن مشاعرنا و مزاجنا يتأثران بشكل فوري بدخولنا أو بقائنا في مساحة ما لمدة معينة، فقد تجلب لنا الشعور بالبهجة و النشاط، أو الراحة و الاسترخاء، أو حتى الملل و الشعور بعدم الأمان وصولاً إلى أمراض نفسية مزمنة مثل القلق و التوتر. كل هذه الأحاسيس، جعلت مصممي الديكور و مهندسي التصميم الداخلي يكثفون جهودهم لدراسة ردات فعل عملائهم و مدى تأثرهم بالبيئة المحيطة.
تقول كلوي تايلور في مقالة لها لمجلة Psychology Tomorrow
“على الرغم من أن الرابط بين التصميم الداخلي و عواطفنا قد حظي باهتمام كبير في العقد الماضي ، فإن هذا الشكل من علم النفس البيئي موجود منذ آلاف السنين – الهندي فاستو شاسترا ، الصيني الفونج شوي ، إلخ. بسبب تزايد الاهتمام بعلم الأعصاب ، يقوم العلماء بالكثير من الأبحاث حول هذا الموضوع و قد تمكنوا من إظهار قدرة عناصر التصميم الداخلي على إثارة استجابة عاطفية إيجابية أو سلبية لدى الناس. تفتح هذه النتائج الباب لتصميم مساحات تتلاعب بوعي بالعناصر الجمالية بهدف تشجيع الإبداع والسلام والسعادة “.
كلوي تايلور
تطبيق علم النفس في التصميم الداخلي
و الآن بعد أن علمنا بمدى تأثير علم النفس في التصميم الداخلي، دعينا نسلط الضوء على بعض المقترحات المجربة لتحسين جودة الحياة داخل منازلنا بأسهل الطرق و أكثرها فاعلية.
1. أشعة الشمس
بالرغم من أن لأشعة الشمس دوراً محورياً في إضفاء و إبراز جمالية المساحة، إلا أن هذا الدور لا يقتصر على ذلك. هل تعلمين يا أوركيدتي العزيزة بأن ضوء الشمس يقلل أيضاً من الاكتئاب؟ سواء كنت تحصلين على أشعة الشمس في الهواء الطلق أو من خلال نافذة مساحتك، فإنها تعتبر من ضمن أكثر العوامل المساعدة في تحسين مزاجك. ليس هذا فحسب، بل تعزز الإحساس بالسعادة أيضاً. يمكن أن يؤدي النقص المستمر في أشعة الشمس إلى الحزن أو زيادة القلق.
على الرغم من وجود العديد من الدراسات التي توضح الفوائد النفسية والفسيولوجية للضوء الطبيعي ، فقد أظهرت إحدى الدراسات أن الموظفين الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الضوء الطبيعي تفوقوا بشكل ملحوظ على زملائهم في العمل الذين تفتقر أماكن عملهم لأشعة الشمس. و أن الحالة المزاجية ومستويات الطاقة ترتبط ارتباطًا مباشرًا بكمية الضوء الطبيعي التي نتلقاها يوميًا. يجدر الإشارة هنا إلى أنه لا يمكن تعويض غياب أشعة الشمس باستخدام الإضاءة الاصطناعية.
إذا كنت تعانين من قلة دخول الإضاءة الطبيعية إلى مساحتك .. فإليك هذه المقالة التي ستساعدك على حل هذه المشكلة باقتراحات عملية فعالة وبسيطة
لقراءة المقالة: 10 أفكار تساعدك في إضاءة الغرف المعتمة
2. الاتساع و الرحابة
أسقف مرتفعة؟ مساحات شاسعة؟ هل تعتبرين هذه الخيارات من تفضيلاتك؟ إذا كانت إجابتك بنعم، فعلى الأرجح بأنك من أولئك الذين يفضلون الكثير من المساحات المفتوحة على المساحات الضيقة ، ولكن قد لا يعلم الجميع أنه يمكن لشعور الاتساع و الرحابة أن يرفع من مزاجك أيضاً. ذكرت إحدى الدراسات أن الناس يميلون إلى أن يكونوا أكثر إبداعاً في الغرف ذات الأسقف المرتفعة. فالشعور بالاتساع و الرحابة هو أحد المكونات الرئيسية لأماكن أكثر سعادة.
ومع ذلك، و على الرغم من أن أغلب المنازل الحديثة ضيقة و صغيرة، إلا أنه يمكن أيضًا تحقيق التأثيرات الإيجابية للرحابة في الغرف ذات الأسقف المنخفضة و المساحات الضيقة. فالمنازل النظيفة و المفتوحة الخالية من الفوضى تعطي نفس الإحساس بالاتساع و الرحابة. يمكن تحقيق ذلك في أي مساحة تقريبًا بالتصميم المناسب و الأثاث و التنظيم و الإضاءة.
لذا، يعتبر التخلص من الفوضى الخطوة الأولى لإنشاء مساحات و منازل فسيحة. تعد تصميمات الغرفة ، و وضع الأثاث، و حلول التخزين، و استخدام الألوان من العوامل المساهمة بشكل كبير في توفير مساحة تبدو مفتوحة و متجددة التهوية مهما كان صغر حجمها. فهي تساعدنا على خلق مساحات من السهل التنقل فيها، و تعزز التواصل الاجتماعي، مما يقلل من الشعور بالقلق و الإرهاق.
من أهم الشخصيات في عالم التنظيم و الترتيب هي اليابانية ماري كوندو، و لها طريقتها الخاصة في ترتيب المساحات و المعروفة بطريقة كونماري. تؤمن ماري كوندو بأن تنظيم مساحاتنا سيغير حياتنا. و أنا أتفق معها، فهي تستلهم من علم الفونج شوي طرقاً تجعل التنظيم و الترتيب أسلوب حياة. على سبيل المثال ، تشجع الناس على التخلي عن الممتلكات التي لا تجلب لهم السعادة ، سواء كانت أريكة أو زوجًا من الجوارب.
لتتعرفي أكثر على ماري كوندو و طريقتها في التنظيم كونماري .. إليك هذه المقالة: من هي ماري كوندو أو طريقة “كونماري” في التنظيم؟
3. استخدام الألوان
يعد اللون من أكثر الحلول سهولة في تغير الحالة المزاجية بشكل فوري. يمكن للألوان تعزيز المشاعر من الهدوء إلى القلق. فمثلاً تعطي الألوان المفعمة بالحيوية كالأصفر و البرتقالي و الأخضر الشعور بالبهجة و التواصل الاجتماعي. بينما يمكن للألوان الداكنة مثل الأرجواني والأزرق الداكن والأحمر أن تعزز المزاج الحزين والقاتم. يعود فهمنا الحديث لعلم النفس إلى القرن التاسع عشر عندما نشر يوهان فون جوته نظرية الألوان. و منذ ذلك الوقت، واصل الباحثون ومصممي الديكور الداخلي في دراسة تأثيرات الألوان. بالإضافة إلى السمات والفوائد النفسية المنسوبة إلى الألوان ، فإن لكل لون تأثيرات نفسية مرتبطة به.
إذا كنت تتردين في تجربة ألوان جديدة أو خارجة عن المألوف بالنسبة لك .. إليك هذه المقالة التي ستساعدك على خوض مغامرة جديدة مع الألوان بدون تكاليف أو قرارات مصيرية تندمين عليها
لقراءة المقالة: كيف يمكننا إضافة الألوان إلى البيت؟
4. دمج الطبيعة
نستطيع تلخيص هذه النصيحة بأنها تجمع كل ما سبق ذكره حتى الآن. ليس من قبيل المصادفة أن كلها عناصر طبيعية. على مر التاريخ ، حاولت البشرية جلب الطبيعة و آثارها المذهلة إلى المنزل. سواء كان فراء الحيوانات ، أو حصائر العشب المنسوج ، أو استخدام المواد الطبيعية كالخشب و الحجر .
يعد استخدام الفونج شوي و البيوفيليا من أهم العلوم الممارسة في وقتنا الحالي لإدخال الطبيعة بكل سلاسة إلى مساحاتنا، بما يتناسب مع شخصياتنا، حالتنا المزاجية، و الغرض من المساحة.
يمكنك قراءة المقالات التالية لتعرفي المزيد عن هذه العلوم و التوجهات:
البيوفيليا .. الصلة الأبدية بين الإنسان و الطبيعة
عناصر الفونج شوي الخمس .. تأثيرها وكيفية تعزيز تواجدها في منزلك
5. النباتات الداخلية و الزهور
تكملة للنقطة السابقة، فإن إحدى أكثر الطرق فعالية لجلب الطبيعة إلى المنزل هي استخدام النباتات الداخلية و الزهور. توصلت معظم الدراسات الحديثة إلى أن وجود النباتات في أي مساحة يحسن التركيز و يقوي الذاكرة و يقلل من الإجهاد.
تعتبر النباتات الداخلية مرشحات هواء طبيعية بامتياز، مما يقلل من مسببات الحساسية و يزيد من جودة الهواء. كما أنها تزيد من مستويات الأكسجين في الهواء، وتثبت الرطوبة، و لها أشكال في منتهى الإبداع و الجمال. لا عجب أنها تساعد الناس على الشعور بمزيد من الاسترخاء و التركيز.
توفر الأزهار أيضاً فوائد رفع الحالة المزاجية. في الواقع، يمكن أن تقلل الأزهار من احتمالية الإصابة بالاكتئاب و تزيد من المشاعر الإيجابية. بالإضافة إلى التأثير الجمالي للزهور ، فإن لها تأثير مهدئ و مريح على الإنسان. بالطبع ، الزهور هي إضافة جميلة لأي مساحة ، لكنها أيضاً تدخل على قلوبنا الشعور بالسعادة.
6. الفن
هل تعلمين؟
تعتبر مشاهدة الأعمال الفنية بمختلف أشكالها نوع من أنواع العلاج النفسي الفعالة، فهي تقلل من مستويات التوتر، و أعراض القلق و الاكتئاب.
و أفادت بعض الدراسات في المملكة المتحدة إلى أن النظر إلى الفن يثير بعض ردود الفعل نفسها مثل الوقوع في الحب.
تظهر العديد من الدراسات أن مشاهدة الأعمال الفنية يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على المزاج و الصحة النفسية. ومع ذلك، تخلق بعض الأعمال الفنية أيضًا مشاعر حزينة أو سلبية.
خلق الله سبحانه أدمغتنا لتقدير الأنماط و الاستجابة لها و تخصيص المشاعر للفن و عناصره الجمالية. حتى عندما كنا أطفالًا ، نشكل ارتباطًا سريعًا بأنواع معينة من الألوان و الأشكال و الصور و التعبيرات الفنية.
و مثل علم الألوان ، يعتمد علم نفس الفن على الأعراف الاجتماعية. تؤثر الأذواق و التجارب الشخصية بشكل كبير على كيفية تفاعل الناس مع الفن. لكننا نعلم أن التمتع بالجمال والتعبيرات الشخصية من أكثر الطرق فعالية لإنشاء مساحات تشعرك بالحميمية والتجدد. يمكنك استخدام شكل من أشكال الفن في المنزل كتحفة أصلية أو كطباعة غير مكلفة. يعتبر الفخار ، و السيراميك، و القطع الفضية، و المنحوتات، و القطع الخزفية، و الأواني الزجاجية، كلها أشكال جميلة و مبدعة من الفن.
في المقالات القادمة، سأتحدث بشكل أعمق عن الألوان و تأثيرها النفسي على الإنسان من وجهة نظر التصميم الداخلي، يمكنك تسجيل اشتراكك في القائمة البريدية ليصلك إشعار بنزول المقالات من مبوباتك المفضلة
في الختام
كل خيار تصميمي تقومين به في منزلك أو مكتبك يمكن أن يعزز مشاعر إيجابية فيك كالأمان، المحبة، الاحتواء و الاسترخاء.
كل واحدة من هذه الخيارات لها تأثير نفسي عليك بشكل مباشر. و من هنا نرى مدى تأثير علم النفس في التصميم الداخلي.
فلا أحد يريد دخول مساحة ما و لا يشعر بالسكينة و السلام بتواجده فيها.
كانت هذه بعض النقاط التي ستساعدك في إنشاء مساحة هادئة و ملهمة و متناغمة لكل من جسدك و نفسيتك. فإذا لم تشعر بهذه المشاعر الجميلة عند عودتك إلى المنزل، فقد حان الوقت لإعادة التفكير في تصميم منزلك. سواء كانت مساحتك عبارة عن غرفة أو شقة صغيرة، أو عقارًا ضخمًا، فإن التغييرات البسيطة في التصميم الداخلي يمكن أن تحدث فرقا كبيرًا في مزاجك.
يمكنك حجز موعد معي لنتناقش عن تصميم منزلك و كيف يمكننا بأبسط الطرق جعله ملاذك الأبدي.
ألقاك على سلام و سعادة و استدامة
لحجز استشارتك:
60 دقيقة استشارة تصميم داخلي
مؤسسة و صانعة محتوى موقع أوركيدفل لايف ستايل
متخصصة في التصميم الداخلي بمفهوم البيوفيليا و الفونج شوي
مهتمة بتنظيم المساحة و تحسين جودة الحياة