بعد انقضاء 11 شهرًا من العام يهدف الجميع إلى تحقيق جميع أهداف العبادة الخاصة بهم في رمضان. و قد يكون الواقع عكس ذلك طول السنة ! و أظنك لاحظتِ -كما لاحظتُ- أن مواقع التواصل تصبح مليئة بالمواعظ و الخطط خلال الشهر الفضيل مما يجعلنا نشعر بضغوط شديدة، توتر و إحباط.
نعم يجب تكثيف العبادة في رمضان لجني أكبر قدر من الحسنات ورلكن لا ينبغي أن يكون شهر رمضان كأنه جبل عالٍ عليكِ أن تتسلقيه ، بل يجب أن يكون وقتاً جميلاً من العام للتواصل مع ربك و للسكينة.
لأكون صادقة .. مجرد قراءة كل هذا يجعلني أشعر بالتعب و الإرهاق و “الرهبة” من رمضان!
و إذا كان هذا هو ما تشعرين به ، فعليكِ التفكير في سبب ذلك و كيف يمكنك تغييره؟
يجب أن يكون شهر رمضان شهراً نشتاق إليه. و أن يكون وقت الراحة من هموم العام و التواصل أكثر مع الله سبحانه و تعالى و مع عائلاتنا.
لا أنكر أن رمضان هو فرصة ذهبية و مع ذلك ، كما نعلم لا يحقق الكثير من الناس جميع الأهداف التي حددوها لأنفسهم . و قد لا يقتربون حتى من إنجاز النصف خصوصاً إذا كنتِ أم و لديك أطفال صغار. و قد يكون هذا بسبب واجباتنا الهائلة في بيوتنا أو الكثير من المسؤوليات في مجالات أخرى من حياتنا.
نتيجة لذلك؛ نقع في فخ الشعور بالإحباط و الاستياء و الضعف.
إلا أن الله كريم لطيف رحيم !
غالباً ما ننسى أن الوقت المستغرق في رعاية أسرتنا و ترتيب بيوتنا هي من أشكال الصدقات. تزيد هذه المسؤوليات من درجاتنا الروحية ، و التي ربما لم نحققها أبداً من خلال عبادات أخرى. كل ما نحتاجه أثناء القيام بأدوارنا المعتادة هو النية و هذا من فضل الله علينا.
كما يمكن أن يساعدك تحديد أهدافك خلال شهر رمضان على التركيز على تنميتك الروحية و الشخصية.
من المهم تحديد أهداف قابلة للتحقيق في الإطار الزمني لشهر رمضان حتى لا تشعري بالإحباط. ضعي في اعتبارك تحديد أهداف صغيرة يمكنك تحقيقها في يوم أو أسبوع.
يمكنك مضاعفة أعمالك الصالحة بمضاعفة نواياك و احتساب الأجر . من خلال هذه الرحمة من الله سبحانه و تعالى يمكن أن يصبح كل عمل نقوم به عبادة! حتى النوم و الأكل و الشرب.
تذكرِ قول رسولنا صلى الله عليه و سلم “ مَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كُتِبَتْ له حَسَنَةً، و مَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَعَمِلَها، كُتِبَتْ له عَشْراً إلى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ، و مَن هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، لَمْ تُكْتَبْ، و إنْ عَمِلَها كُتِبَتْ.” أخرجه مسلم
ربما لن تكملي ختم القرآن كاملاً أو تصلي 20 ركعة تراويح كل ليلة ، لكن زيادة عبادتك أمر ممكن. إن الله يحب ما هو ثابت و لو كان صغيراً. ابذلِ عملاً صغيراً لنفسك كل يوم، و اعلمِ أن من أساليب الشيطان أن نفرط في العبادة حتى نستسلم و نفقد الأمل من أن نكون صالحين.
“ و أنَّ أحَبَّ الأعْمالِ إلى اللَّهِ أدْوَمُها و إنْ قَلَّ“
التخطيط المسبق يمكن أن يساعدك في تقليل التوتر. ضعِ جدولاً زمنياً أو روتيناً يتضمن وقتاً للعبادة و العمل و الراحة و الأنشطة الأخرى حتى تتمكني من استغلال وقتك بشكل أكثر فعالية.
مثلاً ، عندما يغفو طفلك في الساعة 10 مساءً، يمكنك أن تأخذي بضع دقائق لتلاوة القرآن، أو بعد وقت النوم المحدد، يمكنك أن تصلي بضع ركعات من التراويح. كما يمكنك تلاوة القرآن أو قراءة كتاب السيرة أثناء الرضاعة أو استبداله بالوقت الذي تستخدمينه عادةً لتصفح وسائل التواصل الاجتماعي.
سيساعدك التخطيط على البقاء على المسار الصحيح و تجنب الشعور بالإرهاق.
اطلبِ الدعم من العائلة أو الأصدقاء أو أفراد مجتمعك الذين يمكنهم مساعدتك في تحقيق أهدافك. حيث أن وجود نظام دعم سيساعدك على التشجيع و التحفيز و المساءلة.
تذكرِ أن الخطط قد تتغير و قد تحدث أحداث غير متوقعة. كونِ مرنة و قابلة للتكيف لتحقيق أهدافك. سيساعدك هذا على الحفاظ على تركيزك و إيجابيتك.
هناك عبادات لا تستدعي العزلة أو الهدوء و السكينة. يمكنك قول الذكر في كل وقت. اجعلِ لسانك رطباً بذكر الله و أطفالك حولك ، و أنتِ تغسلين الأطباق ، و تطبخين ، و ما إلى ذلك.
ببساطة زيدِ كمية الطعام قليلاً و شاركيه مع جارتك أو محتاج. اجمعِ ما يزيد من التموينات عندك في صندوق و أهديها لمحتاج . اتصلِ بأقاربك لتقوية روابط القرابة ، أو ابذلِ مجهوداً واعياً للابتسام أكثر .
إن العناية بصحتك الجسدية و العاطفية و الروحية ضرورية لتحقيق أهدافك خلال شهر رمضان. تأكدِ من الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة و تناول الأطعمة الصحية و المشاركة في الأنشطة التي تعزز الاسترخاء و تخفف التوتر.
يمكننا العمل باستمرار على التحقق من نوايانا و تجديدها و أن نحاول المحافظة على عبادة مستمرة على مدار العام. بهذه الطريقة، لن تشعري بالتوتر و كأنك يجب أن تكوني تلك المسلمة الاستثنائية في رمضان.
أعتقد أن رمضان يساعدني على أن أصبح أكثر انضباطاً و أن أضع أهدافاً كنت عادةً ما أؤجل القيام بها في أوقات أخرى من العام. ثم أخطط لتحقيق هدف واحد للاستمرار فيه بعد رمضان ، مثل: البدء في صلاة التهجد بما أني استيقظت على السحور على أي حال.
باتباع هذه النصائح ، يمكنك تحقيق أهدافك خلال شهر رمضان بإذن الله دون الشعور بالإرهاق. و تذكرِ أن تركزي على النمو الروحي و الشخصي . تقبل الله طاعاتكم و رمضان مبارك يا أوركيدات.
أخصائية علاج وظيفي ، كوتش و صانعة محتوى
مختصة في الإنتاجية و العناية بالنفس للأمهات
اكتشفي كيف تجعلين من رمضان فرصة لتعزيز أنوثتكِ و جمالكِ الداخلي و الخارجي من خلال… إقرأي المزيد
في ثقافتنا العربية، نمارس العديد من عادات طاقة المكان التي تتقاطع بشكل مدهش مع علم… إقرأي المزيد
هل تشعرين بالتعب و الإرهاق المستمر رغم أنك تنامين جيداً؟ قد يكون السبب الأنيميا الناتجة… إقرأي المزيد
ابدأي يومك بطاقة إيجابية و تركيز مع الروتين الصباحي الواعي! في هذا المقالة، ستتعرفين على… إقرأي المزيد
يكثر اللغط على علم الفونج شوي في الآونة الأخيرة، فيقول فيه بعض الناس أشياء لا… إقرأي المزيد
في هذه المقالة ستتعرفين على ممارسات عملية تساعدك في التغلب على الأفكار السلبية التي تجول… إقرأي المزيد
إظهار التعليقات
ممتنة لك يا هناء على هذه المقالة المثرية جداً .. أعترف أنني في البداية توترت لتغيير الوقت و العبادات التي أود أن أؤديها خلال هذا الشهر الفضيل و لكن ما هي إلا أوائل الأيام و خفضت توتري بالتخفيف عن نفسي التوقعات الكبيرة التي بدأت بها خلال هذا الشهر .. وأحببت تذكيرك بنقطة النية التي غالباً ما أسهو عنها وبالأخص في الأعمال الروتينية .. وعندما أفكر فيها فإنك على حق وأن حتى هذه الأعمال الاعتيادية تعتبر صدقة
شكراً لك مجدداً و بوركت أناملك المبدعة عزيزتي
بوركتِ هناء على هذه المقالة الرائعة💜، و المريحة للنفس.. فعلا رمضان شهر مبارك، شهر رحمات وخير، وهذه القيم لازم نخليها تنعكس على ممارساتنا خلاله وما في أحلى من تبني عقلية المرونة والتسليم والتيسير عشان يكون رمضاننا مبارك فعلاً.