هل سألتِ نفسك ذات يوم ما السرُّ وراء نجاحها .. ما سرُّ جمال بشرتها و لياقتها البدنية؟ .. أعتقد أنكِ تتسائلين أيضاً ما السرُّ وراء قصتها ؟؟
تبدأ القصة منكِ و تنتهي عندكِ. أولاً لنتعرف على ضيوف الشرف في هذا المقال الرائع .
غزة، فتاة شابة عمرها 22 سنة طموحة خريجة جامعة إدارة الأعمال كلية التسويق منذ سنة.
فوزية، فتاة عمرها 22 سنة لكن قطعاً إن رأيتها يوماً ستتأكدين أنها تبدو أكبر بكثير ؛ فتاة مكتئبة تعيش في دوامة سوداوية خريجة جامعة إدارة الأعمال كلية التسويق، و زميلة غزة فالدراسة.
بعد تخرجهما السنة الماضية، جهزتا سيرتهما الذاتية المتواضعة، و بقولي متواضعة فما يوجد فيها :
كلاهما و رغم كل رحلات البحث في المؤسسات و الشركات حققوا فشلاً ذريعاً. و منذ ذلك الحين و فوزية في دوامة اكتئاب حاد. أما غزة فقررت البحث عن أسباب رفض سيرتها الذاتية و هي الأولى على الجامعة و درست في أفضل جامعة في بلدها، فلماذا تم رفضها يا ترى؟؟؟
بعد مدة اكتشفت السر .. سوق العمل ليس جامعتك. ما يتطلبه سوق العمل مهارات عملية و خبرة؛ لذا قررت بدأ رحلتها في تحقيق أحلامها
السرُّ الذي يخفيه معظم الناجحين و كيف يحققون أحلامهم هو أن بناء عادات إيجابية صحية يعادل بناء هوية الشخص الناجح؛ و بالتالي تحقيق أهدافك و أحلامك .
و في هذا المقال سنتحدث بشكل تفصيلي أكثر عن كيفية تحقيق أحلامك ..
من خلال برمجة عقلك لبناء عادات إيجابية و صحية.
من سلوك غزة، نلاحظ أنها تمتلك عقلية النمو و هذا سيساعدها بلا شك في النجاح. لتعرفي أكثر عن عقلية النمو، أنصحك بقراءة هذه المقالة: عقلية النمو تفتح لك آفاق جديدة في الحياة
قامت غزة برسم صورة هوية للفتاة التي تريد أن تكون عليها. و لكي تحدث توازناً في مختلف مناحي حياتها، فكانت الصورة كالتالي:
فتاة ملتزمة دينياً و ناجحة في مجال التسويق و مهارات الإعلام الآلي، و كذلك مهارات الذكاء العاطفي و الاجتماعي، كما أنها رياضية، و تهتم لصحتها النفسية و الجسدية.
و من ثم قامت بتصميم لوحة الأحلام -و هي لوحة توضع فيها الصور لتجسيد الأحلام- لتذكرها بهويتها التي تطمح أن تكونها و بأهمية العمل للوصول إليها
ننتقل للنقطة التالية، و ركزوا معي جيداً هنا؛ فالكثير من الأحيان يحدث هذا الخطأ الكبير. أحياناً الشخصان يكون لهما نفس الهدف، لكن الهوية تختلف .. سأشرح بشكل أعمق و أوضح. لنعتبر أن هدف غزة و فوزية الثراء .. تحقيق دخل مادي و استقلالية .
غزة تتبنى عقلية الثراء و الاستثمار ، تفكر كيف تبني علاقات مثمرة، كيف توسع مصادر دخلها، و كيف تتعامل مع الفشل .
فوزية هدفها أيضاً الوصول للثراء، لكن هويتها الادخار و التبذير بدل الاستثمار و توسيع مصادر دخلها .
لنقدم مثالاً آخر :
غزة من أهدافها أن تكون رياضية؛ لذا تهتم بتغذية صحية و ممارسة الرياضة بشكل منتظم و وفق خطة محددة الأهداف .
فوزية تريد أيضاً أن تخسر الوزن، و بدل تبني هوية و عقلية الفتاة الرياضية، ذهبت لطبيب تجميل قامت بعملية قص المعدة و انتهى الموضوع ببساطة .. خسرت الوزن لكن ما لا تعرفه أنها ستعود لنظامها الغذائي القديم و تسترجع الوزن الزائد.
بعد أن وضعت غزة صورة شاملة عن هوية الفتاة التي تريد أن تصبح عليها و قامت بتصميم لوحة (بورد) الأحلام خاصتها،
الآن لابد أن ترتب أهدافها بشكل واضح لثلاث أقسام رئيسية لتحديد الأولويات؛ فذلك سيساعدها كثيراً في تحقيق أحلامها.
لابد أيضاً من احترام شروط الهدف الذكي و التي سأوضحها كالتالي :
لذا وضحت غزة أكثر أهدافها و صورة هويتها :
الالتزام دينياً: المحافظة على صلواتها، ورد القرآن اليومي حيث تتلو خمس صفحات بعد صلاة الفجر، الدعاء بعد كل صلاة، و الأذكار.
تطوير مهارات لسوق العمل: و لكي تكون أكثر تحديداً تعلم برنامج EXCEL ساعة بعد صلاة الظهر كل يوم لمدة شهرين، المشاركة في دورة متقدمة في مجال التسويق، و هذا الهدف الرئيسي الثاني. تدوم الدورة ثلاث أشهر بمعدل نصف ساعة بعد صلاة العصر كل يوم.
لو لاحظتِ عزيزتي، غزة قامت بأربع أمور مهمة سنتطرق لكل منها بشكل تفصيلي:
على عكس فوزية التي اختارت الاستسلام و الدخول لدوامة الاكتئاب، غزة لم تستسلم و قررت إيجاد حل
رسمت غزة صورة هوية الفتاة التي تريد أن تصبح عليها. من خلال تحديد صفاتها، نقاط قوتها، و كذلك حددت نقاط ضعفها الشخصية لتعمل على إصلاحها.
حددت مجموعة أهداف ذكية للوصول لصورة الهوية التي تسمو إليها.
جعلت كل هدف عبارة عن عادات إيجابية يومية توصلها إليه
وضع الأهداف لا يكفي لتحقيقها و هذا يأخذنا لأعمق نقطة في هذا المقال .
يحدث السحر الكبير في الدماغ، و السِّر يكمن في العادات و كيف يمكنها أن تتحكم في سيرورة حياتنا و بناء نجاحنا و تحقيق أهدافنا.
أثبتت الدراسات أن %95 من تصرفاتنا ما هي إلا عادات نقوم بها بشكل لاواعٍ .
مثل: تصفح مواقع التواصل الاجتماعي عندما وصول إشعار ، الاستيقاظ صباحاً عند سماع رنة الهاتف .
لكن السؤال المطروح هنا لماذا يتصرف الدماغ بشكل مباشر دون تفكير عند سماع رنة الهاتف مثلاً؟؟
الإجابة ببساطة لأنها عادة تبرمجت فالعقل اللاواعي.
إذن السؤال القادم، إذا أردنا تغيير حياتنا للأفضل فلابد منا برمجة عادات إيجابية و صحية تخدم أهدافنا و تجعلنا نصل للهوية التي رسمناها في بداية المقال ؟
الإجابة بكل بساطة نعم، هكذا بالضبط
.. لكن كيف ذلك؟
للإجابة على سؤالنا الأخير لابد أن نفهم بشكل أعمق كيف يصبح السلوك عادة و كيف تُبرمج العادة.
تبدأ “العادة” بـإشارة، في مثالنا : رنة الهاتف صباحاً
تجعلكِ تأخذين هاتفك توقفين رنته و تستيقظين و هذا السلوك الذي تقومين به حين وصول الإشارة (رنة الهاتف)
لينتهي الأمر بالمكافأة و هي الشعور بالإنجاز لأنك استيقظتي باكراً أو ربما التوجه لعملك أو للجامعة
و عدم التأخر و في بعض الأحيان تكون المكافأة إشارة لبدأ عادة جديدة.
اتفقنا أن %95 من تصرفاتنا عادات، و إليكم هذا السِّر الخطير .. مستحيل أن تكتسبي عادة جديدة من دون التخلص من عادة قبلها، و ستكون عقبة في طريق تحقيق أحلامك
مستحيل أن نتخلص من عادة إن لم نستبدلها بعادة أخرى جيدة .
لتتخيلي معي عزيزتي فنجان قهوتك الممتلئ. لو أضفتِ عليه المزيد من القهوة فستخسرين بعضاً منها، هي كذلك .. لتضيفي عادة، تخلصي من أخرى سيئة
لأقدم لكِ أشهر مثال، حين تستيقظين صباحاً تمسكين جوالكِ و تتصفحين مواقع التواصل الإجتماعي
تخيلي أنكِ قررتِ الإقلاع عن هذه العادة دون استبدالها بأخرى. هل ستنظرين حولك في الغرفة أم تراقبين السقف؟؟ لذا لابد من استبدال العادة بعادة أخرى.
هيا معي جميلتي لنلعب لعبة صغيرة لنبدأها بروتينك المعتاد
– تستيقظين السابعة صباحاً
– تأخذين هاتفك
– تتصفحين مواقع التواصل الإجتماعي
– تمارسين الرياضة
– تأخذين شاور
– تتناولين فطورك الصباحي
– تذهبين للعمل
لنحذف عادة تصفح مواقع التواصل الاجتماعي بالتالي سيصبح النظام الجديد
كما تلاحظين ممارسة الرياضة أصبحت في وقت أبكر من العادة و بالتالي ستصلين لعملك قبل نصف ساعة، هذا جيد ستذهبين مبكراً للعمل
لكن يمكن أن تقعي في لعبة فخ العقل، و هي تصفح مواقع التواصل الاجتماعي. لذا لابد أن نضيف عادة جديدة .. قراءة كتاب لنصف ساعة
هل تكرار العادة الجديدة الإيجابية و تكرار الروتين الجديد سيجعلنا نتخلص من العادة السيئة التي تحدثنا عنها ؟
الإجابة نوعاً ما؛ لأن العادة كما سبق و ذكرنا إشارة ، سلوك ، فمكافأة.
إذا نجحنا في مواجهة إشارة العادة السلبية و السيطرة على الشعور الذي يدفعنا للقيام بها ببساطة، سيكون التخلص منها أسهل
ما أقصده إشارة بدأ تصفح مواقع التواصل الاجتماعي هي استيقاظك صباحاً و إمساكك بهاتفك.
إن سيطرتي على نفسك و لم تمسكي الهاتف، لن تقومي بالسلوك، تصفح مواقع التواصل الاجتماعي.
تتحدث غزة عن قصة جميلة عن أهمية الإشارات تقول أنها تعودت على ممارسة الرياضة. و لتبدأ عادة سماع البودكاست، ربطتها بالرياضة
فأصبحت الإشارة الأولى لدماغها للقيام بتمارين رياضية هي استيقاظها من النوم، ارتداء ملابس الرياضة، و بتكرار فعل سماع البودكاست أثناء الركض
أصبح دماغها يرسل إشارة بمجرد الذهاب للجيم .. حان وقت سماع البودكاست.
الآن نشرح المكافأة و هي التي غالباً تأتي نتيجة السلوك و تحدد ما إذا كنا سنكرره و يصبح عادة أم لا؛ فهي السبب الرئيسي للاستمرار في العادة
إذن قسم الإشارة و السلوك يحفزك للقيام بهذه العادة لأول مرة، أما قسم المكافأة هو الذي يجعلكِ تعودين لممارسة هذه العادة و تستمرين عليها
لنفترض أنكِ بدأتِ مشروعاً و قمتي بعمل إعلان عن المنتج و ليكن عطراً على سبيل المثال. راسلتك أول عميلة و رحبتي بها و كانت المعاملة رائعة. شاهدت العميلة الإعلان، حصلت على الخدمة أو المنتج .. و انتهى. ما الذي سيعيدها ؟؟
المكافأة التي حصلت عليها .. الفائدة و الشعور. و المكافأة هنا هي : عطر برائحة جميلة و إطراء صديقاتها على الرائحة
عزيزتي .. الآن و قد شرحت بشكل تفصيلي لعبة العادات، آن الأوان لأخبرك بأهم أسرار نجاحك و التي لطالما أخبروكِ عنها دون الكشف عن السر
لابد أن تحددي الهوية التي تريدين الوصول إليها، و من ثم تحديد أهدافِ توصلك لهذه الهوية، و تقسيم هذه الأهداف لعادات إيجابية، و مراقبة كل عادة و ملاحظة إشارتها التي تؤدي بك للسلوك الذي تقومين به و من ثم المكافأة التي تحصلين عليها
مع التخطيط الجيد و الاستمرارية تحققين أفضل النتائج و تحققين أحلامك.
في النهاية عزيزتي أتمنى أن تكوني قد استفدتي من المقال و فهمتي السر وراء قصص النجاح
فلقد شرحت بشكل تفصيلي كيفية بناء الهوية و كيف أن الأهداف تجعلك تصلين لهذه الهوية من خلال عادات إيجابية و صحية، و مع التخطيط الجيد و الاستمرارية ستحققين أفضل النتائج.
ألقاك على خير يا عزيزتي، و حتى ذلك الوقت ..دمتي بخير و نجاح
كاتبة و صانعة محتوى مهتمة بالمرأة و تطوير الذات و الأنوثة
في هذه المقالة، تعرفي لماذا الانتاجة مهمة و كيف ستغير حياتك بشكل إيجابي و تحققين… إقرأي المزيد
هل تفكرين في الانتقال إلى بيت جديد، أو تجديد بيتك الحالي؟ إذا كنت محتارة ما… إقرأي المزيد
إذا كنتي ترغبين أن تكون وصفات الباذنجان التي تعدينها شهية أكثر و لذيذة، اقرأي هذه… إقرأي المزيد
كم مرة أتتك فرصة ذهبية، لكن بسبب خوفك من الفشل لم تنتهزيها؟ و كم مرة… إقرأي المزيد
في الأيام العادية، نعتاد على روتين معين يسهّل علينا المضي خلال يومنا بتوتر أقل، لكن… إقرأي المزيد
تعرفي في هذه المقالة كيف تحولين منزلك إلى ملاذ خالٍ من الفوضى و الكراكيب لتنعمي… إقرأي المزيد