تفاصيل

البيوفيليا .. الصلة الأبدية بين الإنسان و الطبيعة

أهلا و سهلا بك يا أوركيدتي الغالية في مبوبة تفاصيل

في البداية دعيني أسألك سؤالاً سيكون بمثابة تسليط الضوء على ما سنتحدث عنه في مقالة اليوم

هل جربتي أن تدخلي مساحة ما و تشعري بإحساس الراحة و السلام فور دخولك إليها؟

أو هل أحسست بالراحة النفسية بسبب مكوثك في مساحة ما لمدة معينة؟

لماذا نشعر بالاسترخاء لمجرد وجودنا في مساحة ما، رغم أن مسببات توترنا لا تزال موجودة في حياتنا، و لكن نشعر و كأننا انفصلنا في تلك اللحظات عن هذه المسببات و أثرها علينا؟

هذا بالضبط ما تشعرين به يا أوركيدتي فور دخولك إلى أي مساحة مصممة بمفهوم البيوفيليا

فما هو هذا المصطلح؟ و ما أثره على صحتنا الجسدية و النفسية؟

لكن دعينا قبل شرح المصطلحات، نتعرف على مدى ارتباط هذا المفهوم بالإنسان و التصميم بشكل عام.

علاقة البيوفيليا بالإنسان و التصميم

يُعنى التصميم الداخلي بشكل عام على توفير البيئة المناسبة للأفراد الذين يشغلون أي مساحة معينة، سواء كان المنزل أو المكتب أو أي مساحة خاصة أخرى. و يتم ذلك عن طريق تلبية احتياجات الأفراد النفسية، و العقلية و الجسدية على حد سواء.

من هنا، يقدم التصميم الداخلي الحلول اللازمة لمعالجة أي مشكلة يمكن أن يواجهها الأفراد. لذلك، من أهم هذه التوجهات و الحلول المقدمة في الآونة الأخيرة هي مفهوم البيوفيليا و الذي يهدف بالأساس إلى تعزيز الصحة و السلامة و الرفاهية من خلال الطبيعة.

مفهوم البيوفيليا:

كمفهوم عام لهذا التوجه، فهو يرتكز على فكرة ميل الإنسان الفطرية للاتصال بالطبيعة. فمنذ أقدم الحضارات ، كانت الطبيعة بمثابة الموطن الطبيعي للإنسان ، حيث وفرت المأوى والطعام والعلاج، وكل ما يلزم حياته بشكل أساسي. ولكن بعد أن سيطرت الثورات الصناعية والتكنولوجية على عصرنا الحديث، فقد تم إعادة تشكيل الطريقة التي يتفاعل بها البشر مع الطبيعة.

ترجع أصول كلمة “البيوفيليا” إلى اللغة اليونانية القديمة، فكلمة “بيو” تعني الحياة، و “فيليا” تعني الحب، فالكلمة بالكامل هي تعبير عن حب الحياة. و هذا التوجه مبني على هذه الفكرة بشكل أساسي.

ومن هنا نستنتج أن المبدأ الأساسي للبيوفيليا هو ربط البشر بالطبيعة ، ونتيجة لذلك ، تتحسن جودة الحياة و الرفاهية.

ملاحظة هامة: مفهوم البيوفيليا لا يقتصر على التصميم الداخلي أو العمارة، بل هو موجود في علوم أخرى مثل الأحياء و الاجتماع و كلها متصلة بالطبيعة.

بعد أن تطرقنا إلى مفهوم البيوفيليا بشكل عام، دعينا الآن يا أوركيدتي نتعمق أكثر في هذا التوجه لنوضح مدى ارتباطه بالتصميم عن طريق ما يسمى ب” التصميم البيوفيلي”.

التصميم البيوفيلي:

هي الطريقة التي يدمج بها المصممون (إن كانوا المعماريون أو المصممين الداخليين) الطبيعة في أي مساحة للمساهمة في صحة ورفاهية قاطنيها.

بشكل عام، فإن التصميم الداخلي يشمل جوانب متنوعة و متعلقة ببيئتنا، ابتداءً من مواد البناء والتشطيبات، مروراً بالأثاث والمفروشات و الإضاءة، وصولاً إلى القياسات البشرية والسلوك البشري داخل المساحة. لكن و بالرغم من ذلك، فإن مفهوم التصميم البيوفيلي يؤثر على العناصر الجسدية والحسية اللحظية الموجودة في التصميمات الداخلية. فهي تؤثر بشكل مباشر على عواطفنا وصحتنا وشعورنا العام. ويتم كل ذلك عن طريق دمج الطبيعة في التصاميم.

كمثال للتوضيح: استخدام المياه والمساحات الخضراء والضوء الطبيعي وعناصر و مواد طبيعية مثل الخشب والحجر. 

التصميم البيوفيلي و صحة الإنسان

وفقًا لدراسة حديثة تم إجراؤها في عام 2020 عندما ضرب كوفيد -19 وأجبر الناس على البقاء في الداخل، فقد أدى هذا التغيير في نمط الحياة إلى تعطيل رفاهية وصحة الجميع.

و نتيجة لهذا التغيير غير المتوقع، تم تسجيل إصابة:

60٪ من الأشخاص بالاكتئاب

و 53٪ من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم ،

و 46٪ لديهم زيادة في التهيج. 

بطبيعتنا و فطرتنا كبشر، نتوق إلى الهواء النقي وأن نتواصل مع جوهر الطبيعة. و فكرة إجبارنا على البقاء عالقين في الداخل ليس أمرًا صحيًا. ولكن عندما يكون من الضروري قضاء وقتنا في الداخل ، فهذا هو المكان الذي يمكن أن يكون فيه التصميم البيوفيلي أساسيًا جدًا لتحسين جودة حياة الناس و بالأخص في ظروف استثنائية كالتي نمر بها في الآونة الأخيرة.

بالإضافة إلى ذلك، وجد العلماء في جامعة آرهوس في الدنمارك أن العيش بالقرب من المساحات الخضراء يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية بنسبة 55٪. 

يمكنك في مقالة كيف تجعلين بيتك ملاذك الخاص في أزمة كورونا؟ استلهام طرق بسيطة وعملية لخلق مساحة مريحة في بيتك بأقل التكاليف و أفضل النتائج

مما ذكرناه سابقاً، بإمكاننا أن نلخص الفوائد العديدة للتصميم البيوفيلي كالتالي:

  • زيادة الإنتاجية
  • تعزيز الهدوء عن طريق تقليل معدلات ضربات القلب ومستويات التوتر
  • تحسين التعلم عن طريق زيادة التركيز
  • تحسين الصحة النفسية
  • تقليل الألم
  • تحسين جودة الهواء

في الختام

تعرفنا في هذه المقالة على مفهوم البيوفيليا و فوائده الرائعة مثل تقليل التوتر وتعزيز الإبداع. وهنا يمكننا ملاحظة أن هذه السمات مطلوبة في مدننا المتحضرة بشكل متزايد. و النتيجة هي تصاميم داخلية مفعمة بالحيوية تترجم بأبهى طريقة كيفية عيشنا وعملنا وتعاملنا مع الطبيعة.

خبروني في التعليقات يا أوركيدات عن انطباعكم عن هذا التوجه الجديد للتصميم الداخلي؟

في المقالة القادمة سنتحدث أكثر و بعمق عن أساسيات التصميم البيوفيلي و كيفية تطبيقه في مساحاتنا الخاصة.

ألقاكم على حب و سلام و استدامة.

شاركي
نشرت بواسطة
أمل العوبثاني

أحدث المقالات

التواصل الأنثوي .. سلاح آسر في أيدي ناعمة

في هذه المقالة، تعرفي كيف بإمكانك أن تحترفي التواصل الأنثوي الذي سيعمل على إحداث نقلة… إقرأي المزيد

منذ أسبوع واحد

١٠ نصائح عملية لجذب الطاقة الإيجابية و البركة للبيت

تعرفي في هذه المقالة على نصائح ستساعدك بشكل جذري في تحويل منزلك إلى جاذب للطاقة… إقرأي المزيد

منذ شهر واحد

٧ أطعمة تتعارض مع بعض الأدوية .. فلا تتناوليها

في هذه المقالة، تعرفي على الأطعمة التي تتعارض مع بعض الأدوية الأكثر استعمالاً و يقلل… إقرأي المزيد

منذ شهر واحد

إطلاق العنان لقدراتك الكامنة في 6 خطوات عملية

في هذه المقالة تعرفي على خطوات عملية ستساعدك لاكتشاف قدراتك الكامنة و نقاط قوتك و… إقرأي المزيد

منذ شهرين

الإنتاجية .. حياة ذات معنى و أهداف تتحقق

في هذه المقالة، تعرفي لماذا الانتاجة مهمة و كيف ستغير حياتك بشكل إيجابي و تحققين… إقرأي المزيد

منذ 3 أشهر

كيف يتم اختيار ديكور المنزل؟

هل تفكرين في الانتقال إلى بيت جديد، أو تجديد بيتك الحالي؟ إذا كنت محتارة ما… إقرأي المزيد

منذ 4 أشهر