مرحباً بكن يا أوركيدات في مقالة جديدة سنتعرف من خلالها على ١٠ طرق لتقليل هدر الطعام في منزلك. لكن قبل أن نبدأ، ما رأيك أن نأخذ جولة بسيطة لفهم أين تبدأ مشكلة هدر الطعام و لماذا تعتبر هذه المشكلة أزمة عالمية!
بداية الحكاية كانت عندما أعلنت منظمة الأغذية و الزراعة (FAO) أن ثلث الطعام المعد للاستهلاك الآدمي يتم هدره، و هذا يعني ١.٣ مليار طن سنوياً، من هنا بدأ العالم يتحرك للحد من هذه المشكلة، إذن أين تبدأ المشكلة؟
لو تتبعنا سلسلة التموين الغذائي من المزرعة إلى المنزل، سنجد أن فقدان الطعام يحدث في عدة مراحل:
بسبب تقلب الأحوال الجوية بصورة غير متوقعة، الآفات الزراعية، تغير طبيعة التربة، الجفاف، ممارسات غير مناسبة عند الذبح و الحصاد، تحديات السوق و عدم توافق مواصفات الحصاد مع متطلبات السوق.
فالخسائر تحدث بسبب وجود نقل غير مناسب، من حيث درجات الحرارة، و الرطوبة، و طول مدة النقل، و سوء إدارة المخازن.
يتم التخلص من الطعام بسبب سوء الإدارة، أخطاء فنية، و وجود عيوب في المنتج النهائي.
و ذلك بسبب وصول منتجات متضررة، انتهاء صلاحية المنتجات قبل بيعها، تكدس الطعام بسبب قلة الطلب عليه، تخطيط غير مناسب لقوائم الطعام في المطاعم، الفنادق، المقاصف المدرسية و مقاهي الموظفين، وجود فائض طعام بسبب قلة الطلب و ترك المستهلكين للطعام في أطباقهم.
و يحدث ذلك بسبب الشراء الزائد عن الحاجة، الشراء الاندفاعي أثناء العروض و الخصومات، سوء التخزين، إعداد كميات كبيرة من الطعام و عدم معرفة كيفية استخدام بقايا الطعام،
و توضح تقارير فقدان و هدر الطعام أن ٥٣٪ من خسائر الطعام تحدث في المنازل، أي أنها نصف الكمية، مما يعني أننا نصف المشكلة، لكن بالتأكيد نستطيع أن نكون نصف الحل!
هدر الطعام أوركيدتنا يخلف آثار سلبية من عدة نواحي: بيئية، اجتماعية و اقتصادية، لذلك الحد من هدر الطعام ضرورة محتمة تبدأ من منازلنا فإليكِ تفاصيل أكثر..
من الناحية البيئية، فعند هدر الطعام نحن نهدر جميع الموارد المستخدمة لإنتاج هذا الغذاء من أراضي زراعية و مياه عذبة، و التربة و الطاقة. حيث أن ٧٠٪ من المياه العذبة في العالم تستخدم للزراعة، و في 2007 تم استخدام ١.٤ مليار هكتار من الأراضي لإنتاج طعام لم يتم استهلاكه!
من الناحية المالية، الآثار المالية السلبية لا تخفى على الجميع بداية من أصحاب المزارع و المحلات حتى ربات البيوت و معيلي الأسرة، عند هدر الطعام نحن نهدر أموال طائلة على طعام لا يتم استهلاكه، حتى أن التخلص من هذا الطعام المهدر يتطلب ميزانية عالية!
أما من الناحية الاجتماعية، هناك 820 مليون شخص يعانون من سوء التغذية، بينما يتم هدر ملايين الأطنان من الطعام سنوياً، و على هذه الحال يجب أن يتم زيادة الإنتاج الغذائي إلى ٦٠٪ لتغطية النمو السكاني، لكن الحل الأمثل هو الدعوة لتبني عادات استهلاك أكثر مسؤولية و كفاءة، في حين يمكن استخدام الطعام المهدر للتخفيف من مشاكل المجاعة في الدول الفقيرة و المنكوبة. عند هدر الطعام نحن نهدر أرواحاً كانت ستعيش بحال أفضل إذا تمكنت من الحصول على القليل من الطعام!
بعد أن فهمنا مشكلة هدر الطعام بشكل مبسط و الآثار السلبية لها أوركيدتنا، جاء الوقت للتعرف على حلول هذه المشكلة و دورنا في الحد من هذه المشكلة، لذلك سأعرفك على مصطلح “التسلسل الهرمي لاستخدام الطعام“، و هو مخطط هرمي مقلوب يوضح مراحل استخدام الطعام، إذا اتبعناها سنحد من هدر الطعام في منازلنا بشكل كبير. و هذا المخطط الهرمي يستخدم كدليل إرشادي للحكومات، منتجي الأغذية، و المستهلكين، و من بينهم أنتِ أوركيدتنا.
هذه كانت جولتنا في التسلسل الهرمي لاستخدام الطعام و عرفنا فيها مراحل استخدام الطعام قبل أن نتخلص منه بدون أي استفادة.
قومي بالتأكد من أرفف مطبخك و تسجيل النواقص قبل الخروج إلى التسوق لتجنب شراء أغراض موجودة لديكِ بالفعل!
قومي بتفريغ مشترياتك بسرعة و خزنيها في المكان المناسب حتى تظل في أفضل حالاتها لفترة أطول.
إذا كنتِ لن تستخدمي الدجاج أو اللحم المفروم كما هو مخطط ، فيمكنك تجميده حتى تاريخ “الاستخدام”. الفريزر في مطبخك هو صديقك و يمكنه تمديد وقت صلاحية الأطعمة لأشهر.
قومي بطهي الكمية المناسبة، و تعلمي طرق مبتكرة لإعداد الطعام و التي تتبنى فكرة “من الجذور حتى الثمرة” أو “من الأنف حتى الذيل”، على سبيل المثال هل شاهدتي من قبل طريقة إعداد حلوى الجيلاتين من قشر البطيخ؟ أو طهي رقائق مقرمشة من قشر الخضروات؟ .. لا أجدها فكرة سيئة!
قدمي كميات قليلة تناسب عائلتك لتتجنبي فائض الطعام. كما يمكنهم زيادة الكمية إذا تطلب الأمر. أو جربي تقديم الطعام في أوعيتها الأساسية أو مقالي في وسط الطاولة. هذه الطريقة ستسمح لكل شخص بأخذ الكمية المناسبة له فقط.
(قد نعيد استخدام الطعام المتبقي في الصينية أكثر من الطعام المتبقي في الأطباق)
إذا كنتي من محبي الطعام لكن تخافين من تأنيب الضمير، فننصحك بقراءة هذه المقالة: الأكل الحدسي .. كيف آكل بدون تأنيب ضمير؟
تناولي بقايا الطعام أو أعيدي استخدامها في أطباق أخرى أو جمديها. قومي بتخزينها في حاويات مغلقة لإبقائها طازجة. أو احتفظي بها في العبوة الأصلية إن أمكن، مما يساعدها على البقاء لفترة أطول.
استخدمي حواسك بالرائحة و التذوق لاختبار المنتجات التي تجاوزت تاريخها و المكتوب عليها “الأفضل قبل”. مثل هذه الأطعمة صالحة للأكل حتى إذا انخفضت جودتها و حتى إن كنتي لا ترغبين بتناولها نيئة، فقد تكون جيدة للطهي.
يساعدنا هذا على تنمية حس المسؤولية و الحرص على عدم هدر الطعام الذي زرعناه بأنفسنا، لماذا لا تجربي البدء بزراعة الأعشاب؟
التسميد هو علاج بيولوجي يعيد تدوير القيمة الغذائية لنفايات الطعام إلى مادة يمكن استخدامها لزراعة طعام جديد. في الآونة الأخيرة شاهدت فكرة سلة مهملات تحول بقايا الطعام إلى سماد خلال وقت قصير، أظنها فكرة استثمار رائعة لنباتاتنا.
و هو عبارة عن أنظمة صحية متوازنة، تعتمد بشكل كبير على المصادر النباتية و القليل من المصادر الحيوانية. وبذلك فهي تؤثر بشكل إيجابي على البيئة. أسعارها معقولة و مقبولة ثقافياً، و هذا يسهل لأي شخص تبني مثل هذه الأنظمة، هل ستجربينها أنتِ؟
و تذكري أوركيدتنا هدر الطعام مشكلة عالمية نحن نصفها، لكن بوعينا نستطيع أن نكون نصف الحل بل كله. يا ترى هل عندك أفكار أخرى تشاركينها معنا للتقليل من هدر الطعام في منزلك؟
كل الود شيخة🌺
صانعة محتوى، شغوفة بالوعي و التطوير الذاتي،
تخصص غذاء وتغذية
في هذه المقالة، تعرفي كيف بإمكانك أن تحترفي التواصل الأنثوي الذي سيعمل على إحداث نقلة… إقرأي المزيد
تعرفي في هذه المقالة على نصائح ستساعدك بشكل جذري في تحويل منزلك إلى جاذب للطاقة… إقرأي المزيد
في هذه المقالة، تعرفي على الأطعمة التي تتعارض مع بعض الأدوية الأكثر استعمالاً و يقلل… إقرأي المزيد
في هذه المقالة تعرفي على خطوات عملية ستساعدك لاكتشاف قدراتك الكامنة و نقاط قوتك و… إقرأي المزيد
في هذه المقالة، تعرفي لماذا الانتاجة مهمة و كيف ستغير حياتك بشكل إيجابي و تحققين… إقرأي المزيد
هل تفكرين في الانتقال إلى بيت جديد، أو تجديد بيتك الحالي؟ إذا كنت محتارة ما… إقرأي المزيد
إظهار التعليقات
أهلا جميعاً، هذه المقالة مقتبسة عن مجموعة مقالات ضمن كورس من "القمامة إلى القيمة'' وهذا رابط الكورس الي أنصحكم بشدة تنضموا له:
https://www.futurelearn.com/courses/from-waste-to-value