استلهمي

قبل و بعد: تجربتي مع الوعي و عالم حب الذات

أهلاً و سهلاً بك عزيزتي في مبوبة استلهمي

تمر علينا جميعاً تجارب مختلفة في مجالات شتى.

و في هذه المقالة، أحببت أن أقربك مني أكثر و أسرد لك تجربتي مع الوعي أو عالم حب الذات.

في مرحلة ما، تشعرين و كأنك تحبين نفسك و تهتمين بها. و لكن الحقيقة هي عكس ذلك بكثير.

تجربتي مع الوعي، كانت و لله الحمد سلسة. هذا لا يعني أنها خالية من المشاكل و الإحباطات و خيبات الأمل.

بالعكس، أعني بكلمة “سلسة” اللطافة و التدرج الذي حدث في حياتي

شاهدي فيديو: كيف أحب نفسي أكثر؟ رحلة حب الذات و اكتشاف أسرار التعامل معها

ما هو الوعي؟

دعينا في البداية أشرح لصديقاتي العزيزات اللاتي لم يعرفوا ما أعنيه بكلمة “وعي” و قد تتسأل بعضكن، ألسنا بالغين و راشدين كفاية لنكون واعيين؟َ!

هذا ما جعلني أغوص في عالم الوعي و التعرف على ذاتي أكثر.

الموضوع ليس له علاقة بالعمر لا من قريب و لا من بعيد. في الحقيقة، شعور ” الإدراك” بكل ما يجري حولك من أحداث و أمور و فهمك العميق لها هي التي تميز أي شخص عن آخر.

تدور في أذهاننا أسئلة كثيرة، من ضمنها ما أسميها بالأسئلة الجوهرية من قبيل:

لماذا خلقنا؟ ما الحكمة من الحياة و من الموت أيضاً؟ لماذا تحدث لنا هذه الأحداث و لا تحدث لغيرنا؟

مثل هذه الأسئلة قد يتغافل عنها الكثيرين، و قد يوهمك البعض بعدم نفع سؤالك عنها.

أعتقد بأنك مررت بتجارب جعلتك تفكرين بأسئلة كثيرة و هذا ما سأرويه لك في قصتي هذه…

ملاحظة: عندما أذكر كيف كنت عليه في السابق، هذا لا يعني بأنني كنت إنسانة سيئة، بل كنت إنسانة “غير واعية”.

كلنا أرواح أساسنا الخير، و لكن قد تعمينا غشاوة غير أصلية تبعدنا عما خلقنا عليه.

قبل الوعي:

أحب التعلم و التعليم، و قد كنت لا أبخل على نفسي في تثقيفها و تحديث معلوماتي الخاصة عن أي مجال.

كنت من الأشخاص الذين يحبون أن يسألوا كثيراً، كان عالمي يستهويني بشكل غريب لم أعهده من قبل.

في الطبيعة كسؤال لماذا السماء زرقاء؟ أو عن نفسي لماذا كلما أقدمت على خطوة أرجع خطوات إلى الوراء؟

كنت شديدة الحساسية من أي موضوع قد يمسني، خيراً كان أم شراً، كان يعجبني المديح و أكره الاستماع إلى الملاحظات الإيجابية البناءة أو النقد السلبي الهدام. كان كلاهما سواسية في نظري.

تعرفِ معي على كيف كنت أعيش حياتي قبل تجربتي مع الوعي

علاقتي مع الله:

كانت علاقتي بالله مترنحة بين مد و جزر، أضيق على نفسي و أنا التي كنت أظن بأنني أتبع ما أسمعه من رجال الدين.

كانت تراودني أسئلة لماذا كل هذا التشديد و تعكير صفو الحياة اللطيفة بأحكام و قرارات لم ينزل الله بها من سلطان؟

و كان عقلي المبرمج على السمع و الطاعة دون تبين يقول لي: إنهم أعلم منك في الدين و متبحرون في أصول الفقه و السنة.

كانت علاقتي بالله مسألة خوف لا حب على الإطلاق، كنت أظن بأنني كنت أحب الله بطاعته و إهمال نفسي، و هذا ليس هو ما طلبه الله مني بالأساس.

كنت كل ما أحسست بالضيق، كنت ألجأ للقرآن، و الاستغفار و العبادة و السنن و كل شي يخطر في بالك، و لكن عندما أكون سعيدة، كنت نادراً ما أذكره خلال هذه الأشياء.

أعتقد بأنك بدأت تلاحظين مدى هشاشة علاقتي بالله في “الماضي”…

بعض النماذج التي كنت أتخذتها قبل الوعي و كيف تغيرت نظرتي لها بعد هذه الرحلة في هذه المقالة:

عادات الصيام في القرآن

علاقتي مع نفسي:

كنت ألقي اللوم على الآخرين على أي مشكلة أو حدث يقع لي.

دائمة الاتكالية على حل مشكلاتي على يد الآخرين.

و كنت لا أشعر بنفسي و أنا أسلم نفسي لعبودية تصرفات الآخرين و آرائهم المتقلبة عني.

كان أي كلام سلبي عني أصدقه و كأنه أمر لا مفر منه، كنت أشعر بأن الجميع محق في تعليقاتهم السلبية عني، و أنني يجب أن أرضي الكل على حساب نفسي.

كنت دائماً تلك البنت الخانعة للأوامر و الآراء و الأحكام المسبقة عني دون أي دليل.

علاقتي بوالدي و بأخواتي و أهلي و أصدقائي:

كانت هذه العلاقات الإنسانية مبنية على مبدأ “ألخوف من الخسارة” و ليس “الحب اللامشروط”، سأشرح لك ما أقصده بهذه العبارة.

كنت دائماً صريحة في ما أقوله، من باب يجب علي قول الحقيقة حتى و إن كانت بأسلوب همجي متطرف.

و كنت أبرر لنفسي “الساكت عن الحق شيطان أخرس” و كنت دائمة الصراع مع من حولي لإثبات وجهة نظري دون الاستماع لما يقوله الآخرين.

كنت دائماً أقول إذا لم يفعل فلان كذا و كذا فإنه لا يحبني، و كنت دائماً أضع الشروط و القوانين لمسألة الحب و التقدير.

لكن ما أن يحين موعد فراق لسفر أو دراسة أو ما شابه ذلك، كنت أبكي لفراقهم و كيف أنني لم أعبر لهم عن حبي و تقديري لوجودهم في حياتي.

و هكذا خسرت جدي الذي لم يشعر أبداً بحبي له بالرغم من حبي الصادق له، و كل هذا بسبب عدم بوحي بمشاعري.

أعترف بأنني إلى الآن و أنا نادمة بأنني لم أعبر عن مشاعري الجميلة له بالرغم من مرور 20 سنة على وفاته. أتصدقين ذلك؟

من الأشياء التي كانت تحدث لي بكثرة قبل الوعي .. هو أخذ كل شيء على محمل شخصي

تعرف عى أسباب ذلك في هذه المقالة : لماذا يأخذ بعض الناس الأمور بشخصية؟

علاقتي بعملي:

لقد خضت تجربة العمل، في عدة أماكن و مناصب، و لكن لم يتسنى لي و لا لمرة أن أشكر الله على نعمة هذه الأعمال.

كنت كل ما تقدمت في عملي، أتذمر، أشتكي من صعوبته و لا أتوقف عن التأفف و سرد الروايات الدرامية.

ما أن تتحسن أوضاعي في وظيفة ما، أبدأ بالبحث عن مساؤى هذه الأعمال و ما الذي ينقصها.

أتتخيلين مدى “البؤس” الذي كنت أعيشه؟!

علاقتي بالطبيعة و ما حولي:

بطبيعتنا كبشر، نعتاد على الأشياء، و هذا ما يجعلنا ننسى قيمتها و فوائدها علينا.

كل شي كان جميلاً حولي، البيت، السيارة، الحي الذي كنت أسكن فيه، المدينة التي عشت فيها، الأماكن التي كنت أرتداها.

و لكن كل ذلك كنت أراه رتيباً لا يبعث بالبهجة، و لا التجديد.

بعد الوعي:

بدأت تجربتي مع الوعي في عام 2016، حدثت لي النقلة التي غيرت حياتي و التي أسميها “النقلة الروحية”.

بدأت أحس بأشياء جديدة تدفعني للتساؤل و البحث عن الحقيقة، كان لا يرضيني أن أسمع الكلام من طرف واحد دون التدقيق في صحته من عدمه، كنت أنصدم من كميات المعلومات المغلوطة و التي كنت أتبناها دون إدراك.

كانت نفسيتي مطمئنة للمرة الأولى و أنا أرى الحقائق تتكشف لي شيئاً فشيئاً.

كان شعور الرضا و السكينة ملازم لي، و لو أنني كنت معروفة بعصبيتي رغم طيبة قلبي.

الأمر الذي كنت أتساءل عنه بيني و بين نفسي، و كيف يمكن أن تجتمع صفتين متناقضتين معاً.

العصبية صفة تدل على عدم الصبر، بينما طيبة القلب تدل على الرضا و الهدوء.

تعرف على بعض النصائح التي غيرت نظرتي عن حياتي بأكملها في هذه المقالة:

٦ نصائح بسيطة غيرت حياتي للأفضل

علاقتي مع الله:

صرت أرى الله في قلبي، من خلال عيون قلبي الذي يحبه حباً لا مشروطاً مثل ما يستحقه.

أراه بروحي المستكينة بحضور قوته و حنانه، بكبريائه و تواضعه، بجبروته و لطفه مثلما كان يجب أن أراه منذ زمن طويل.

أحس بوجوده في تصرفاتي البسيطة، في أفكاري المتوهجة، في مشاعري المتقدة حباً و عطفاً.

أشعر برحمته بشتى أشكالها، صرت أرى المشكلات بعين الفرص التي يجب أن أنتهزها.

لقد أصبحت أرى النور الإلهي في كل ما حولي من جمال و إبداع و تناغم و انسجام.

شعور الحرية التي منّاها علي منذ أول نفس أتنفسه على هذه الدنيا.

كتاب “لأنك الله” من الكتب التي ساعدتي على معرفة الله أكثر .. اقرئي عن كتاب

لأنك الله لـعلي بن جابر الفيفي

علاقتي مع نفسي:

رأت عيناي حب ذاتي، و كيف أنني كنت أظلمها باستماعي لما يقوله الآخرين عني و كأنه كتاب مقدس يجب عدم عصيانه.

صرت أعبر عن نفسي أكثر، متقبلة لنفسي بشكل أعمق، و محبة لنفسي بدون قيود أو شروط مسبقة، بدون توقعات أو أحكام.

هذه هي الهدية الربانية التي وعيت عليها في تجربتي مع الوعي.

تعرف على كيفية تحسن علاقتي مع نفسي في هذه المقالة:

خطوة أولى نحو المسؤولية

علاقتي بوالدي و بأخواتي و أهلي و أصدقائي:

علاقتي مع والدي و أخواتي ازدادت وضوحاً عما كانت عليه من قبل.

بدأت أكشف لهم عن كنوزي المدفونة و التي لم أستطع التعبير عنها أو إظهارها للجميع بسبب أفكاري المقيدة بأفكار مسبقة عنهم.

فهم أرواح شبيهة بروحي لا يختلفون عنها بأي شيء مهما اختلفت المقامات الأسرية و المجتمعية.

فقدت بعض أصدقائي، فهم لم يتحملوا “أمل الجديدة” و قد سمحت لهم بالرحيل، صرنا في هذه الفترة لا نشبه بعضنا و صارت قيمنا مختلفة.

و لكن بعد كل ذلك، فتحت أبواب قلبي لعلاقات أجمل و أعمق من ذي قبل.

و أصبحت أقول لنفسي: ” من يحبني على حقيقتي، فأبواب قلبي مشرعة دائماً بالحب و السلام، و من لا يحب حقيقتي فهو خارج دائرة معرفتي و انسجامي”.

بكل بساطة، أليس الحياة سهلة و بسيطة؟!

من الأشياء التي أثرت على طريقة تفكيري بالآخرين تجدينها في هذه المقالة:

لماذا يوجد في قاموس حياتنا كلمة “الآخر”؟

علاقتي بعملي:

هذه العلاقة التي كنت أحسبها دائماً متعبة و مرهقة.

الآن أشعر بجمالها و مدى تأثيرها الجميل علي.

صار الإتقان شعاري في كل شيء أفعله. أصبحت أخطط أكثر، بفعالية أكبر و نتائج أفضل من قبل بأشواط عديدة.

كل هذا دون الشعور بالكلل أو الملل.

صار الصباح رفيقي المميز، أدرك فيه بأن يوماً جميلاً مثمراً في انتظاري دائماً.

يمكنك معرفة كيف تغيرت نظرتي للمستقبل في هذه المقالة: لماذا الخوف من المستقبل و نتوقع حصول الأسوء دائماً؟

علاقتي بالطبيعة وما حولي:

أصبحت الأشياء الصغيرة تبهج قلبي.

اللعب مع قطي الجميل “توتو”، صوت خرير الماء في بحيرة منزلنا، أصوات العصافير و هي تزقزق إيذاناً بطلوع الشمس البهيجة، رائحة الحديقة المحيطة بمنزلي، مذاق الأكل اللذيذ و الصحي و الذي سعيت دائماً إلى تغذية جسمي رفيق دربي بكل ما يعينه على مساعدتي في تسيير حياتي.

شاهدي كيف غير الامتنان حياتي للأفضل في فيديو:

في الختام

تجربتي مع الوعي علمتني الكثير، و أنوي أن أسمع منك بأنك في هذه الرحلة الجميلة أيضاً مع أرواح رائعة قد سلكت قبلنا أو معنا هذا الدرب الفريد.

كتبت لك هذه المقالة بكل الحب لعلها تصل إلى قلبك الجميل و تعلمك بأن قطار رحلتك قد بدأ، إن لم يبدأ قبل هذه الحكاية

هل بدأت رحلتك في عالم الوعي و حب الذات؟ و كيف هي رحلتك؟ شاركيني تجاربك في خانة التعليقات

دمت بسلام و سعادة صديقتي

شاركي
نشرت بواسطة
أمل العوبثاني

أحدث المقالات

التواصل الأنثوي .. سلاح آسر في أيدي ناعمة

في هذه المقالة، تعرفي كيف بإمكانك أن تحترفي التواصل الأنثوي الذي سيعمل على إحداث نقلة… إقرأي المزيد

منذ أسبوع واحد

١٠ نصائح عملية لجذب الطاقة الإيجابية و البركة للبيت

تعرفي في هذه المقالة على نصائح ستساعدك بشكل جذري في تحويل منزلك إلى جاذب للطاقة… إقرأي المزيد

منذ 4 أسابيع

٧ أطعمة تتعارض مع بعض الأدوية .. فلا تتناوليها

في هذه المقالة، تعرفي على الأطعمة التي تتعارض مع بعض الأدوية الأكثر استعمالاً و يقلل… إقرأي المزيد

منذ شهر واحد

إطلاق العنان لقدراتك الكامنة في 6 خطوات عملية

في هذه المقالة تعرفي على خطوات عملية ستساعدك لاكتشاف قدراتك الكامنة و نقاط قوتك و… إقرأي المزيد

منذ شهرين

الإنتاجية .. حياة ذات معنى و أهداف تتحقق

في هذه المقالة، تعرفي لماذا الانتاجة مهمة و كيف ستغير حياتك بشكل إيجابي و تحققين… إقرأي المزيد

منذ 3 أشهر

كيف يتم اختيار ديكور المنزل؟

هل تفكرين في الانتقال إلى بيت جديد، أو تجديد بيتك الحالي؟ إذا كنت محتارة ما… إقرأي المزيد

منذ 4 أشهر