في أحيانٍ كثيرة في حياتنا، نمر بمواقف نجهل سبب انزعاجنا منها مهما جلسنا مطولاً بحثاً عن السبب؛ فبعض الأسباب التي تتبادر في أذهاننا يصعب تصديقها و نظن أننا نبالغ في ردة فعلنا لأنها صغيرة جداً و يسهل أن (نمررها دون انزعاج منا). لكن أتعلمين أن شفاء الطفل الداخلي سيحُل و يجيب عن الأسئلة التي لطالما شغلت أذهاننا دونما إجابة؟
ما هو الطفل الداخلي و لماذا علينا العمل لشفاءه و التصالح معه؟ هذا ما سنتحدث عنه في مقالة اليوم .. فمرحباً بكن يا أوركيدات
داخل كلٍ منا طفل داخلي، طفل يتسم بالعفوية، المرح، الفضول، الحماس و حب الاستكشاف و اللعب و التعبير عن مشاعره بكل حرية. لكن حدث أنه عند عدة محطات عمرية في مرحلة الطفولة لهذا الطفل كُبِحت هذه الصفات في مواقف مختلفة. فمثلاً كم منا أخبره والده أو والدته أنه/أنها ستحبه أكثر إذا فعل شيئاً معيناً، و كم منا سمع مقارنة بينه و بين أبناء الجيران، و كم منا سمع أن البكاء علامة ضعف فحبس بكاءه؟ أو تم تجاهله من قبل والديه عندما أحسن التصرف في شيء معين؟
كل هذه أمثلة لمواقف حدثت في مرحلة الطفولة و لم تُحل، أي لم يُستمع لرغباته و مشاعره و ظلت غير محققة و غير مسموعة حتى بعد أن أصبحنا بالغين بل ازداد الأمر سوءاً و أصبحنا مطالبين أن نتصرف كبالغين على الدوام متجاهلين و ناسين الطفل المُهمَل الذي بداخلنا.
مع مرور الوقت فإن هذه الرغبات و المشاعر المكبوتة تتعمق و تتسبب بجرح لطفلنا الداخلي
مثلما ذكرنا سابقاً ردات الفعل هذه إشارة على أن أحد احتياجات الطفل الداخلي لم تُلبى في ذلك الوقت و ظل الأمر معلقاً دون حل.
كالعصبية الزائدة، التسويف، محاولة التبرير لأمور على أنها غير مناسبة لك (وظيفة/ علاقة … إلخ).
المثير للاهتمام و يجدر ذكره أن هذه السلوكيات في مرحلة من المراحل قد تكون نافعة كوسيلة للحماية لكن مع مرور الوقت لا يكون لها أي داعٍ و مع ذلك يستمر صاحبها بفعلها.
طرق التكيف هي أي شيء نقوم به للتعامل مع مشاعرنا الصعبة أو المؤلمة. لذلك يلجأ البعض إلى طرق تكيف غير صحية كالانطواء، الانشغال المبالغ فيه، إدمان اللعب و وسائل التواصل الاجتماعي. كل ذلك ممارسات للتهرب من المواجهة و الجلوس لاستشعار ما نشعر به من مشاعر
كالإحساس بالرفض و الانتقاد. أيضاً ما تحسين به الآن و أنت بالغة عندما تكونين متواجدة مع أحد أفراد الأسرة يعكس ما كنت تحسين به في مرحلة الطفولة، كالإحساس بالخوف من أحد الوالدين أو الإحساس بأنك كبش فداء أو ضحية أمام أحد أخوتك/أخواتك.
استصغار ما تقومين به عمل/مهام، تحجيم مشاعرك التي تشعرين بها، يدل ذلك أنك في مرحلة الطفولة كنت محاطة بأفراد منتقدين بطبيعتهم و متطلبين.
إن سبب ذلك هو أن ما كنت تسمعينه في مرحلة الطفولة عن نفسك جعلتيه نظرتك عن نفسك، رغم أن في الحقيقة يظل ذلك رأياً و ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً.
كأن تكوني في علاقة غير صحية، غير سعيدة بهذه العلاقة أو علاقة مؤذية جسدياً/ نفسياً، الرغبة بأن تكوني في علاقة مع أشخاص لا يبدون الاهتمام بك أو تودين ملاحقتهم. كل ذلك يعكس جروحاً في مرحلة الطفولة بسبب طبيعة علاقتك بمن يحيطون بك
مشاكل نفسية كالإحساس بالفراغ من الداخل، الإحساس بقلة الحيلة و عدم القدرة على مساعدة نفسك، و الإحساس باليأس.
مشاكل عقلية كالتوتر ، الاكتئاب، الإدمان، و اضطرابات الأكل
كل هذه علامات بأن طفلنا الداخلي يحاول التواصل مع شخصنا البالغ طلباً للانتباه و الاهتمام.
أظن أنه أصبح واضحاً بالفعل كيف أن جروح الطفل الداخلي تؤثر سلباً على حياتنا من جميع نواحيها؛ و هذا ما يجعل شفاء الطفل الداخلي أمراً مهماً للغاية. فمع شفاء الطفل الداخلي نحن نساعد أنفسنا على:
و هذه أهم نقطة و تعتبر الخطوة الأولى في شفاء الطفل الداخلي، ففي طبيعة الحال إذا أردنا أن نحل أي مشكلة علينا أن نعترف بوجودها أولاً و الاستماع للأطراف المعنية. و في هذه الحالة طفلنا الداخلي عليه الثقة بنا كي يفضي لنا بما يحس به و لنصل معه لهذه المرحلة علينا في البداية أن نعترف بوجوده و نطمئنه بأننا موجودون الآن لأجله و سنكون كذلك دائماً من الآن فصاعداً.
و يكون ذلك بأن نستمع دون أي أحكام. نشعره بالأمان و نعطيه مساحة ليعبّر عن أفكاره و مشاعره و آلامه، و الوقت الكافي لأجله فقط
و في هذا التمرين نكتب رسالتين: أحدها من ذاتنا البالغة إلى طفلنا الداخلي و فيها نشعره بأننا مسؤولون عنه و عن تلبية احتياجاته فيحس بحكمتنا و عطفنا عليه فيطمئن. أما الرسالة الثانية فتكون من طفلنا الداخلي إلى ذاتنا البالغة و فيها يخبرنا بكل ما يجول في فكره من أفكار و مشاعر و يمكن أن تكون هذه الرسالة عبارة عن رسمة .. نطلق فيها عنان طفلنا الداخلي ليعبر لو واجه تحدياً بالتعبير من خلال الكلمات.
و ذلك من خلال التعرف على احتياجاته العاطفية، النفسية، و الجسدية كذلك و نعمل على تلبيتها. كذلك أن نكون متواجدين بعطف و حنان و حب عند إحساسه بالرغبة عن التعبير عن مشاعره، كالسماح لطفلنا الداخلي بالبكاء عند تذكر موقف أو ذكرى معينة.
بعد أن أصبحنا بالغين، قد تكون تصرفات والدينا من منظورنا كأطفال ليس لها مبرر، لكن علينا التذكر دائماً أن الطفل بطبيعته الحسّاسة يفسر أي تصرف كأنه هو المتسبب به أو له علاقة مباشرة به. قد لا يكون تصرف الوالدين أو المقربين صائباً لكن كان في وجهة نظرهم في ذلك الوقت أن ذلك كان صائباً .. لذلك يا حبذا نلتمس لهم العذر و نسامحهم و نأخذ كبالغين مسؤولية رعاية طفلنا الداخلي، حتى نمضي في حياتنا بسلام و سعادة تاركين الماضي وراءنا حيث ينتمي و نعيش الحاضر حيث نعيش و نستعد للمستقبل بكل تفاؤل و أمل.
أنوي لكن حياة مسالمة و رعاية حانية لطفلكم الداخلي و لأنفسكم
ألقاكم في مقالة قادمة و حتى ذلك الحين أترككم في حفظ الحفيظ
مساعدة مؤسسة و صانعة محتوى موقع أوركيدفل لايف ستايل
مدربة معتمدة في الوعي الإنساني و التنمية الذاتية
في هذه المقالة، تعرفي كيف بإمكانك أن تحترفي التواصل الأنثوي الذي سيعمل على إحداث نقلة… إقرأي المزيد
تعرفي في هذه المقالة على نصائح ستساعدك بشكل جذري في تحويل منزلك إلى جاذب للطاقة… إقرأي المزيد
في هذه المقالة، تعرفي على الأطعمة التي تتعارض مع بعض الأدوية الأكثر استعمالاً و يقلل… إقرأي المزيد
في هذه المقالة تعرفي على خطوات عملية ستساعدك لاكتشاف قدراتك الكامنة و نقاط قوتك و… إقرأي المزيد
في هذه المقالة، تعرفي لماذا الانتاجة مهمة و كيف ستغير حياتك بشكل إيجابي و تحققين… إقرأي المزيد
هل تفكرين في الانتقال إلى بيت جديد، أو تجديد بيتك الحالي؟ إذا كنت محتارة ما… إقرأي المزيد