أهلاً و سهلاً أوركيدتي العزيزة في مبوبة استلهمي
تمر علي أيام، ليست بالقليلة، أفقد فيها التركيز على العمل على أهدافي أو حتى مهامي اليومية، و هذا بسبب المشتتات الكثيرة التي تحوط عالمنا الحالي.
حتى عندما أرغب ببعض السكون لأبدأ دراستي أو عملي، يكون من الصعب علي التركيز.
و هذا قد يكون بسبب إشعارات الجوال، أو دخول أحد ما إلى الغرفة، أو ببساطة مرور فكرة مزعجة في بالي.
تعد قدرتنا على التركيز و توجيه أذهاننا إلى مهمة ما أمراً بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر بتعلم أشياء جديدة وتحقيق الأهداف والأداء الجيد في مختلف المواقف.
أسمع الكثيرين يقولون عند تحقيقهم لفوز ما في مباراة، أو سباق جري بأنهم كانوا في قمة تركيزهم و هذا الذي يفرق بين النجاح و الفشل.
و هذا الأمر لا يقتصر على الأحداث الرياضية، بل مهم جداً في الدراسة و العمل و تربية الأولاد.
و من حسن الحظ، أن التركيز يشبه إلى حد كبير العضلات في أجسامنا.
كلما عملنا على بنائها و تقويتها، كلما أصبحت أفضل.
هذا يعني أن الموضوع سيأخذ منا جهداً و وقتاً كافياً للتمرين و التكرار.
و من ضمن هذا الجهد تغيير بعض عاداتنا اليومية، و عدم الانصياع إلى الملل أو المماطلة و التوقف عن اختلاق الأعذار.
اقرئي مقالة: مراجعة كتاب أوقف الأعذار
ليحفزك أكثر على اتخاذ خطوات و قرارات توصلك إلى أهدافك المنشودة.
لكن قبل أن نسرد النصائح و الاقتراحات، دعينا في البداية نقيم حالة التركيز لديك في الفترة الحالية.
تقييم حالة التركيز الحالية:
سيساعدك هذا التقييم بشكل كبير في تحديد نمط المشتتات التي قد تقاطعك أثناء رغبتك في التركيز.
و هذا سيسهل عليك أيضاً اختيار ما يناسبك من نصائح و اقتراحات لاحقاً في المقالة.
اسألِ نفسك السؤاليين التاليين:
متى تكونين في أوج تركيزك؟
ما الذي يسهل عليك التركيز؟
هل السبب أنك نمت جيداً؟ أو نفسيتك رائعة اليوم؟ أم حصل حدث جميل في هذه اللحظة؟
حدد ما الذي يجعل تركيزك أكبر و أقوى
بالنسبة لي، فإنني أركز بشكل كبير عندما يكون العمل الذي أقوم به دقيقاً جداً لدرجة أنني لا أرغب بسماع أي صوت خفيف حولي.
متى يتشتت انتباهك؟
ما الأحداث أو المواقف التي تشتت انتباهك؟
هل هم أشخاص؟ أحداث؟ ذكريات؟ حدد بالضبط نوعها.
مثلاً، في حالتي، أتشتت بسهولة عندما يكون الدرس طويلاً، أو طريقة التدريس مملة نوعاً ما، أو تواجد الجوال بقربي.
اكتب بالتفصيل كل هذه الملاحظات
و الآن إليك هذه النصائح و الاقتراحات التي أعمل على ترسيخها في نفسي حالياً لتطوير قدرتي على التركيز
ابعد المشتتات
قد تكون النصيحة واضحة، و لكن هناك من يستخف بقدرة المشتتات مهما كانت صغيرة على تشتيت التركيز، كإشعارات الجوال مثلاً.
و هذا أيضاً يشمل أصوات الأشخاص من حولك أو صراخ و بكاء الأطفال، هذه كلها مشتتات حتى لو في ظاهرها موجودة في الخلفية و ليسوا موجودين أمامك.
لذلك، من المهم تقليل مصادر المشتتات مهما كانت، قد يكون في البداية من الصعب عليك تحديد هذه المشتتات، و لكن و كمثال، قد يكون ببساطة ايقاف الراديو أو اغلاق النافذة من ازعاج الشارع، وصولاً الى تواجد الأشخاص أو الأطفال.
يمكنك أيضاً تخصيص وقت و مكان معين لتبقي بمفردك، و هنا يمكنك الاستعانة بمن في المنزل لمساعدتك في تقليل المقاطعات أو الإزعاج.
و إذا لم تستطيع فعل ذلك، يمكنك الذهاب إلى غرفة خاصة في منزلك، أو المكتبة العامة، أو حتى مقهى هادئ.
تكمن المتعة هنا في تجربة أماكن متعددة و في أوقات مختلفة إلى أن تجد ما يناسبك.
كل هذه المشتتات لا تزال من مصادر خارجية. و لكن ماذا عن المشتتات الداخلية؟!
و هنا أقصد الإرهاق، القلق، عدم وجود الحافز، أو الاضطرابات الداخلية الأخرى
بعض الحلول التي أقترحها بهذا الخصوص هو أن تحاول التأكد بأنك مرتاحة قبل البدء بأي مهمة تحتاج كامل تركيزك.
و كلما أحسست بأن تركيزك بدأ يقل، أعيد توجهيهه بلطف إلى المهمة التي بين يديك.
لا للمهام المتعددة
منذ الصغر و أنا اسمع بأن النساء متعددات المهام، و يمكنهن عمل أكثر من مهمة في آن واحد.
و كنت أحس نفسي بأنه يجب علي أن أكون بطلة خارقة دائماً مهما كانت المهام الموكلة إلي كثيرة.
كنت أظن أنني بذلك سأنجز أكثر و أسرع. و لكن ما كان يحصل هو عكس ذلك تماماً.
في الحقيقة، أنا أجد أن تعدد المهام سبب مهم و رئيسي في تشتت التركيز. تخيلِ نفسكِ و أنتِ تقرأين مقالة، تلاعبين الأطفال أو تسكتين بكاءهم، وجبتكِ على النار، و جرس الباب يدق. إن مجرد التفكير بهذا المثال مرهق بالنسبة لي.
كيف لي أن أفهم ما أقرأه، أو أولي اهتماماً أكبر بمن أرعاهم، أو أطبخ من كل قلبي و بكل جوارحي للأهل.
تركيزنا في هذه العصر من ضمن الموارد التي يدفع لجذبها ملايين الدولارات. و نحن نشتته بكل بساطة بمهام اعتيادية بسيطة!!
إنني مؤمنة بأن التوفيق بين مهام متعددة و في وقت واحد يقلل الإنتاجية و لا يزيدها. فهل يهمك جودة مخرجات هذه المهام أم فقط التخلص منها؟
دائماً ما أشبّه تركيزي بضوء موضعي مسلط على بقعة معينة من مساحة ما. هنا، يمكنك رؤية الأشياء بوضوح تحت هذه البقعة المضيئة. و لكن تخيلي معي أن نفس هذا الضوء يسلط على مكان أوسع، فهل تستطيعين رؤية الأشياء بنفس وضوح الضوء الموضعي؟ بالتأكيد لا.
قد تضحكين علي بسبب هذا التشبيه. و لكن هذا ما فعله شغف التصميم الداخلي بي.
لذا أنصحك يا أوركيدتي بالتوقف عن تعدد المهام و إعطاء كل مهمة حقها الكامل بالتركيز و الانتباه.
عيش اللحظة
فكري معي قليلاً يا أوركيدتي، هل سيكون عقلي بكامل تركيزه و أنا أفكر في الماضي أو قلقة بشأن المستقبل؟ بالطبع لا.
لذا من أعمق الأشياء و أكثرها فعالية هي التركيز و الانخراط بشكل كلي في اللحظة الحالية.
هذا ما يحدث معي و أنا أكتب لك هذه المقالة، كل مافيني يكتب لك ليوصل لك الفكرة بأعمق دلالاتها.
و مثلما ذكرنا في النقطتين السابقتين، فعيش اللحظة سيساعدنا على التقليل من المشتتات الخارجية (كالجوال مثلاً) أو الداخلية (كمخاوفنا) و نصب جل تركيزنا على ما نفعله باللحظة الحالية.
قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تعتادي عليه، ولكن اعمل أولاً على فهم فكرة عيش اللحظة.
و هذا ما جعلنا نعمل فيديو كامل عن هذا الموضوع على قناتنا في اليوتيوب.
تذكر دائماً بأننا لا نستطيع تغيير الماضي و المستقبل لم يحدث بعد ، ولكن ما تفعلينه اليوم يمكن أن يساعدك على تجنب تكرار أخطاء الماضي وتمهيد الطريق لمستقبل أكثر نجاحاً.
التأمل و التنفس العميق
قد تشكين في بادئ الأمر أن يكون للتأمل أثر عميق في زيادة قدرتنا على التركيز.
و لكن إذا بحثت عن فوائد التأمل ستجدين أن من أولى فوائده هي تقوية التركيز.
فالتأمل وسيلة بسيطة لتخفيف سرعة الأفكار التي تجتاح عقولنا في أغلب الوقت.
و هذا يساعدنا في مراقبة الأمور بشكل أكثر دقة و وضوح. و بمعنى آخر تركيز أكبر.
يمكنك مشاهدة تجربتنا مع التأمل و التي أبشرك بأنها قد أصبحت عادة يومية لا يمكننا الاستغناء عنها.
تجربة لطيفة و عميقة في الوقت ذاته.
و من ضمن التمارين التي يشملها التأمل هو التنفس العميق.
بضع أنفاس عميقة مع التركيز على كل نفس كفيل بأن يعيد تركيزك إلى ما كنت تقومين به.
قد يبدو هذا التمرين بسيط، و لكن صدقيني بأنه فعال جداً و عن تجربة.
يمكنك ممارسة التنفس العميق في أي وقت و أي مكان.
أخذ استراحة قصيرة
هل تنتمين إلى نادي من يودون أن ينهوا مهامهم بدون توقف أو انقطاع لدقائق معدودة؟
أعترف بأنني كنت من المتعصبين لهذا النادي، و لكنني لم أكن مدركة بأنني بهذه الطريقة أعرض نفسي للانهيار، و كنت كلما حاولت التركيز أكثر، أفقد أعصابي و قدرتي على تكريس مجهودي و توظيفه بالشكل الصحيح.
و هذا قد أضر بي كثيراً، فقد كنت سريعة الغضب، قليلة الصبر، و متوترة أغلب الوقت.
لم أكن أعلم بأنني بهذه الطريقة أستنفذ كل طاقاتي و تركيزي. و لا يعود لي القدرة على العمل بفعالية.
لذا أوصيك بأخذ استراحة بين فترة و أخرى و أن لا تنسي حقوق نفسك للراحة و إعادة النشاط.
مشوار قصير مشياً على الأقدام، إعداد كوب قهوة لنفسك أو إعادة تعبئة قنينة ماء. هذه الدقائق البسيطة تضمن لك الحفاظ على تركيزك و أداءك الفعال.
يمكن لكوبك المفضل أن يذكرك بأن تأخذي وقتاً للراحة و إعادة الاتصال بنفسك ولو لدقائق معدودة.
الق نظرة على متجرنا لتختاري ما يحفزك على التركيز و الفعالية.
-
كوب سيراميك “عيشي الحلم”$16.00 – $19.00
-
كوب سيراميك “أنا أحب نفسي”$17.50 – $20.50
-
كوب سيراميك “كوني أنت”$17.50 – $20.50
-
كوب سيراميك “أستحق الحب”$14.50 – $17.50
في الختام
تقوية التركيز ليست مهمة يمكن إنجازها بين عشية وضحاها.
حتى الرياضيين المحترفين يحتاجون إلى الكثير من الوقت والممارسة لتقوية مهارة التركيز لديهم.
فإذا كنت تكافحين من أجل تحقيق أهدافك ووجدت نفسك مشتتة بتفاصيل غير مهمة ، فقد حان الوقت للبدء في وضع قيمة أعلى لوقتك و تركيزك.
أنوي بهذه الممارسات البسيطة التي ذكرتها أن يكون لك اليد العليا في تحديد كيف يمكنك استغلال تركيزك لصالحك و لمستقبلك.
ما هي ممارستك الخاصة لتحافظي على تركيزك؟
شاركيها معنا في خانة التعليقات
دمت في سلام و سعادة دائمة
مؤسسة و صانعة محتوى موقع أوركيدفل لايف ستايل
متخصصة في التصميم الداخلي بمفهوم البيوفيليا و الفونج شوي
مهتمة بتنظيم المساحة و تحسين جودة الحياة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
نقاط جميلة ووقفات مهمة فى حياة كل منا ، وهذا منهج ديننا العظيم قال تعالى ” إنّ الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا ” وقال صلى الله عليه وسلّم ” إنّ الله يحبُ إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه ” فلا إحسان ولا إتقان للعمل إلا بتركيزٍ ولا تركيزَ إلّا بصفاء وخُلُّوِ ذهنٍ وبُعْدٍ عن المشوشات وما أكثرها ، جزاكِ الله خيرًا أختى الكريمة على حسن طرحِكِ وجميلِ انتقائكِ ، ووفقنا جميعًا للتى هى أقْوَم ، وجعلنا ممن يستمعون ويقرأون القول فيتبعون أحسنه آمين .
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
آمين يارب .. شكراً لك أخي محمد على تعليقك
وفقنا الله جميعاً إلى ما فيه الخير و الصلاح
دمت في سلام و سعادة دائمة
سلمت يمينك أمل، حقاً التركيز من أهم المهارات التي نحن في أمس الحاجة إليها، شكراً لكل فكرة مُلهمة، من القلب للقلب امتنان
الله يسعد قلبك يا نايلة، كل الحب و الامتنان لروحك الجميلة