استلهمي

التغيير .. كيف نواجهه لحياة أجمل و أفضل

أوركيدتي العزيزة .. قد يكون في تذكيري لك في بداية هذه المقالة أجلب ذكريات تودين نسيانها، لكن من وراء هذه البداية مغزى سأخبرك به بعد برهة قصيرة جداً

من منا لا يتذكر وباء كورونا و كيف تغيرت بسببه حياتنا كلياً بشكل جذري .. خلاله و بعده كذلك. و أنا هنا في الأسطر القادمة سأحدثك عن التغيير و كيف تواجهين هذا التغيير  باختلاف ما سيتيغير في حياتك .. فمرحباً بك أوركيدتي

فائدة التغيير

بداية، دعيني أساعدك يا أوركيدتي في فهم فائدة التغيير في حياتنا بما أنه شيء لا مفر منه؛ فالشيء الثابت في هذه الحياة هو التغيير . فهم أهميته سيخفف من وطأته عليك و مقاومتك له. تأكدي يا أوركيدتي أن مع التغيير يأتي النمو و التعلم و التطور الشخصي، فأنت تواجهين و ستظلين تواجهين ظروفاً و مواقف مختلفة عن تلك التي اعتدتي عليها و هذا سيجعلك تخرجين من دائرة الراحة و تنفتحين على أمور جديدة ستخدمك حتماً عاجلاً أو آجلاً.

دوري هنا أن أوجهك في رحلتك حتى تصلين إلى وجهتك أياً كانت لتكوني أكثر تقبلاً لهذا التغيير بما فيه من تحديات. فطبيعة التغيير تتخذ أشكالاً عدة ، فقد يكون الخروج من وظيفة إلى أخرى ذات دور مختلف، أو يكون الانتقال إلى مدينة جديدة، أو يكون تحولاً شخصياً كالزواج أو الانفصال، أو كحدث عالمي كوباء كورونا.. هذه كانت فقط بعض الأمثلة و ليس لحكر التغيير عليها.

دورة التغيير

يكون التغيير بطبيعته على شكل دورة، تبدأ بنهاية شيء ثم المرور بمرحلة انتقالية التي تؤدي إلى بداية جديدة. في كل مرحلة سيكون هناك تحديات لا محالة و علينا الاعتراف بالنهاية و ذلك لنتيح المجال لبداية جديدة بالدخول لحياتنا. 

سأتحدث عن دورة التغيير بشكل مفصل في مقالة منفصلة؛ لأنه يعتبر عملية و ليس شيئاً يحدث مرة واحدة فقط، و سيساعد فهمك لكل مرحلة بالتعرف على أين موقعك فيه؛ فأنتِ تستطيعين التقدم نحو وجهتك فقط عندما تعرفين أين أنت في الخريطة.

الأفكار و المشاعر أثناء التغيير

خلال فترة التغيير، ستهاجمك أفكار مختلفة تثير مشاعر مختلطة و متضاربة كالقلق، الحماس، الخوف، الفرح و حتى الحزن. لكني هنا يا أوركيدتي لكي أطمئنك أن هذه الأفكار و المشاعر ما هي إلا استجابة طبيعية لما تمرين به في حياتك، فلا تخافي و كوني لطيفة مع نفسك و تقبلي ما تفكرين و تشعرين به خصوصاً في هذه الفترة.

نظرتك للتغيير

كيف ننظر للأمور في حياتنا يحدد ما إذا كان الأمر جيداً أو سيئاً، و هذا يؤثر بشكل كبير جداً على كيفية خوضنا لهذا الأمر؛ لذلك يا أوركيدتي من المهم جداً أن أذكرك بأن التغيير  هو فرصة للنمو و التطور الشخصي و اكتشاف ذاتك، فهل ستسهّلين الأمور على نفسك أم ستصعبينها؟ هذا يعود لنظرتك تجاهه.

تحديد الأهداف

في خضم هذه الرحلة الانتقالية ، أمر طبيعي أن نشعر بأننا مغمورون، و ذلك سيشعرنا بالضياع و العجز. من أجل ذلك وضع أهداف واضحة و قابلة للتحقيق سيعزز الإحساس بأن لدينا وجهة معينة نود الوصول إليها، و كأننا بذلك اخترنا العبور في طريق معبد بدل الطريق الرملي المترامي في جميع الأطراف. لذلك اكتبي أهدافك و قسميها إلى أهداف صغيرة يمكنك التحكم بها أو تغييرها حتى بما يتناسب مع الوصول إلى هدفك. 

المرونة العقلية

تعتبر المرونة العقلية من العناصر الأساسية من أجل تغيير سلس و ناجح. فالمرونة العقلية هي القدرة على التقبل العقلي، النفسي، و السلوكي، و التكيف مع الظروف المتغيرة و الغير أكيدة للحياة. فالمحافظة على عقلية إيجابية و تبني عقلية النمو، بناء نظام دعم مكون من أشخاص داعمين ( كأحد من أفراد العائلة أو بعض الأصدقاء المقربين) و الرعاية الذاتية هي بعض الأمثلة لتنمية المرونة العقلية لديك. 

المراجعة الذاتية

يعتبر التغيير فرصة ذهبية للمراجعة الذاتية (Self Reflection)؛ ففي أثناء هذه الرحلة الانتقالية ستعيدين اكتشاف قيمك، معتقداتك، و أولوياتك، ستراجعينها و تقيمين ما إذا لازالت ستخدمك في مرحلتك الجديدة القادمة أم  ستقيدك و تحد من تقدمك.

تطوير عقلية النمو

إن عقلية النمو، على عكس العقلية الثابتة، ضرورية لتبني التغيير و تقدمك خلاله بسلاسة. فمن خلال عقلية النمو مثلما ذكرت لك سابقاً، ستكون التحديات و التغيرات القادمة في حياتك فرصة سانحة للتعلم و التطور الشخصي.

لتعرفي المزيد عن عقلية النمو و كيف تتبنين هذه العقلية، أنصحك بقراءة هذه المقالة: عقلية النمو تفتح لك آفاق جديدة في الحياة

في الختام

قد تكون رحلة التغيير شاقة و صعبة و يملؤها التحديات. لكن أود أن أذكرك يا أوركيدتي أنك لستِ وحيدة، و لست مضطرة لخوضه لوحدك. فتطويرك لنظام دعم سيوفر لك التوجيه و الدعم العاطفي اللذين تحتاجين إليه في رحلتك

إذا لم يكن نظام الدعم الخاص بك كافياً، فلا تترددي بحجز جلستك الخاصة معي؛ فأنا هنا لمساعدتك.

تذكري يا أوركيدتي أن مع كل تغيير في الحياة تحول لحياة أفضل و أجمل

أنوي لك حياة تتطورين فيها للأفضل بكل سهولة و يسر 

ألقاك على خير و حتى لقائنا القادم، أتركك في حفظ الحفيظ

شاركي
نشرت بواسطة
هدى العوبثاني

أحدث المقالات

أواني الطهي الآمنة و غير الآمنة: دليل شامل و مختصر لصحتك

تختلف المواد التي يصنع منها أواني الطهي و أصبحت أكثر تنوعاً لتخدم شتى الاستخدامات لنتيجة… إقرأي المزيد

منذ 3 أيام

مراحل التغيير .. وثبات واثقة نحو الهدف

لا تظل الحياة على حال واحد .. فالتغيير أساسي فيها. لكن لتصلي لوجهتك في رحلة… إقرأي المزيد

منذ 3 أسابيع

الإهمال العاطفي في الطفولة و التشافي منه .. دليلك خطوة بخطوة

الاهتمام بالأخ أو الأخت الصغرى أكثر .. رفض أحد الوالدين شراء لعبة أو وجبة مفضلة… إقرأي المزيد

منذ 8 أشهر

الشخصية القوية .. هل حلم صعب التحقيق؟

اقترن النجاح و الإنجاز بالشخصية القوية، فهي من يستطيع التغلب على التحديات و الارتقاء للوصول… إقرأي المزيد

منذ 8 أشهر

هل يمكن أن التفكير الإيجابي قد يشعركِ بالتعاسة؟

سمعنا كثيراً بالنصيحة التي تقول أن التفكير الإيجابي يجعلنا أكثر تفاؤلاً و سعادة .. لكن… إقرأي المزيد

منذ 9 أشهر

طاقة المكان و البيوفيليا .. حلقة الوصل بيننا و بين الطبيعة

أصبح تسخير قوة الطبيعة لشفاء أجسادنا و عقولنا و أرواحنا من ضروريات هذا العصر ..… إقرأي المزيد

منذ 9 أشهر