fbpx

كيف يمكن أن يساعدك تقبل الظروف على تحقيق أهدافك ؟

تقبل الظروف - orchidfulifestyle

هذا الوقت من العام يمكنه أن يثير الكثير من المشاعر و الذكريات ، و المخاوف ، و ربما المصاعب المالية ، و الحياة غير المتوقعة و أشياء أخرى كثيرة. .

تصلك رسائل ممن حولك بخصوص إنهاء العام بقوة ، و تجاوز أهدافك بحلول نهاية العام ، و الاستمرار بقوة ، و السعي حتى النهاية.

ثم هناك رسائل أخرى حول التباطؤ و العمل بشكل أقل و الاستمتاع بلحظاتك الحالية!

يبدو الأمر كما لو أن الأسابيع الأخيرة من العام قد وضعت عدسة مكبرة للقلق و المخاوف التي نحملها معنا، يتم تضخيمها عبر منصات التواصل الاجتماعي، كالخوف الذي يتسلل في هذا الصوت الصغير: هل سأندم إذا تقدمت بأقصى سرعة و بقيت أعمل حتى نهاية العام و لم أعِش اللحظة؟ و لكن إذا توقفت، فهل سأخسر ؟

إذا كان فعلاً هذا هو شعورك الآن، أريدك فقط أن تعرفي أنني أتفهمك.

لقد مررت بالعديد من الظروف المختلفة خلال الشهور الأربعة الماضية، و التغيرات العقلية التي أشعر بها شخصياً قد أثرت على حياتي. و كان أكثر شيء ساعدني على التجاوز هو تقبل تلك الظروف.

لماذا تقبل الظروف هو الحل؟

قد يأتي ببالك أسئلة مثل: كيف يمكنني أن لا أستسلم للظروف ؟

كيف أصحح المسار بهذه السهولة عندما يحدث ما هو غير متوقع؟

كيف أستمر في العمل عندما يكون من الأسهل البقاء في السرير ؟

بالنسبة لي ، جزء كبير من تقبلي متجذر في إيماني ، فأنا أؤمن حقاً بأن خطة الله أكبر مني و أفضل بكثير مما أتخيله. ثقتي في ذلك ترسخ الطريقة التي أرى بها حياتي ، و هدفي ، و ظروفي ، و الطريقة التي أدير بها عملي ، كما ألاحظ باستمرار الروابط بين إيماني و عقلي. و كما نعلم فإن الإيمان يقوم على مجموعة من المعتقدات. و المعتقدات هي الأفكار التي فكرنا فيها مراراً و تكراراً لدرجة أننا أصبحنا نشعر أنها صحيحة ، و كأنها حقيقة .

الله تعالى حدد لنا الهدف من خلقه إيانا و هو تحقيق العبودية ،و تعمير الأرض. فوجودنا ليس عبثاً ، خالياً من الأهداف.

و قال تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ) فقد خُلقنا و لدينا سيطرة على أفكارنا لنكون قادرين على اختيارها عن قصد.

فكما أن هناك قيم لا يمكنك التنازل عنها ؛ هناك قرارات يمكنك اتخاذها بناءً على نوع نمط الحياة الذي تريدينه لنفسك و لعائلتك. لديك الخيار . لديك تلك الحرية. و في الوقت نفسه ، من المحتمل أيضاً أن يكون أحد أصعب الأشياء أن تنعمي بهذه الحرية في الاختيار.

تصبح حقيقة الاختيار مهمة للغاية عندما تفكرين في العالم الذي نعيش فيه. و جميع الظروف الخارجة عن سيطرتنا ، و الطقس ، و الاقتصاد ، و الكوارث الطبيعية ، و الأمراض ، و قرارات الأشخاص الآخرين ، الأشياء التي يفعلونها و يقولونها ، اختيارات عائلتنا ، أصدقائنا ، الكثير من المتغيرات الخارجة عن سيطرتنا ، كيف نستجيب لظروف الحياة أمر مهم.

و عموماً تكون استجابتنا للظروف على نوعين مختلفين: إما أن نقاوم من خلال رفضنا للواقع الذي يحدث لنا ، أو أن نتقبله.

مقاومة ظروفنا أسهل بكثير. كأننا نعتقد بأننا نعرف أفضل و أن البديل – الذي لم يحصل – سيكون أفضل بكثير.

تذكري أن لدينا عقل بشري لا يهدأ و لا يتوقف عن التفكير و البحث عن المشكلات التي يمكنه محاولة حلها. و رفض الواقع طريقة سهلة للعثور على الكثير من المشاكل!

نحن لا ندرك مقدار الوقت و الطاقة الذي ننفقه في مقاومة واقع ظروفنا ، من خلال الاعتقاد بأنها يجب أن تكون مختلفة.

  • نفكر في الماضي ، و ربما شكل طفولتنا ، و علاقاتنا ، و القرارات التي اتخذناها و كم سيكون الأمر أفضل لو كان مختلفاً.
  • نفكر في حاضرنا ، و مدى استيائنا ، و مدى انشغالنا ، و كيف نفقد الحياة التي تحدث أمامنا مباشرة ، و إيجاد مشاكل تتجادل مع الحقيقة ، حقيقة الواقع ،
  • نحن أيضاً قلقون بشأن المستقبل و الظروف المستقبلية التي لم تحدث بعد. المستقبل موجود حقاً فقط في خيالنا ، لكني أنظر إلى القلق كمقاومة للظروف المستقبلية في وقت مبكر.
تقبل الظروف - دوره في تحقيق الأهداف - orchidfulifestyle

لماذا نفعل ذلك؟ لماذا نتجادل مع حقيقة الواقع و نقاومه بشدة؟

لأنه عندما نعتقد أن الظروف يجب أن تكون مختلفة عما هي عليه ، فإن ذلك يمنحنا إحساساً بالسيطرة. و يضعنا أيضاً في موقف مريح يتمثل في عدم الاضطرار إلى اتخاذ أي إجراء ، و عدم تحملنا أي مسؤولية. لأنه إذا قلنا : لا ينبغي أن يكون الأمر على هذا النحو ، نعتقد حقاً أن هذه هي المشكلة. و ليس لدينا سيطرة عليها ، يمكننا إلقاء اللوم على ظروفنا ، و يمكننا أن نكون ضحية لظروفنا ، و لا يتعين علينا فعل أي شيء ، باستثناء الاستمرار في الشكوى من الظروف و كيف لا ينبغي أن تكون على ما هي عليه.

فإذا  كنت أعتقد أن هذا لا يجب أن يحدث أبداً ، و لا ينبغي لفلانة أن تتعامل معي هكذا ، و لا ينبغي أن أُصاب بهذا المرض أو أن هذه ليست الطريقة التي ينبغي أن تكون حياتي بها؛ سأشعر بالغضب ، و خيبة الأمل ، و الاستياء ، و الاكتئاب ، و الحزن.

و لا يعني ذلك عدم وجود مكان لهذه المشاعر ، لكن هذه الكميات الإضافية من المشاعر السلبية التي تجعلك تشعرين بأنك أسوأ ، يتم إنشاؤها بواسطة فكرة واحدة : أعتقد أن الظروف يجب أن تكون مختلفة عما هي عليه !

و هذا الشعور الرهيب يبقيك عالقةً في هذه الأفكار غير المفيدة.

من الأسهل رؤية ذلك في الأشخاص الآخرين ،و ربما يكون هناك أشخاص يتبادرون إلى ذهنك الآن ممن ينطبق عليهم دور الضحية  ، و الذين تعتقدين أنهم ينظرون إلى الحياة على أنها سلسلة من الكفاح و السلبية ، و الذين يتحدثون فقط عن المشاكل ، لكني أعتقد أننا جميعاً نمتلك هذا دور الضحية في دواخلنا إلى حد ما.

يقضي الكثير منا حياته بأكملها في المشاعر العاطفية التي وضع نفسه فيها .. ذلك لأننا لا نعيش حياتنا حقاً.

لذلك إن فهمك لعقليتك مهم جداً. و ستؤثر الطريقة التي تتعاملين بها مع التحديات الشخصية في حياتك بشكل مباشر على أهدافك و نجاحك.

الحل:القبول و التسليم. المشكلة: كيف نتقبل الظروف و خاصة تلك الصعبة و الحزينة و المفجعة للقلب؟

إنها ليست كبسة زر تتغير بين عشية و ضحاها. في الواقع إنها عملية تدريب و صقل تأتي بمرور الوقت بشكل طبيعي و تلقائي.

بدايةً يجب أن تشعري بالفضول حول كيفية تفاعلك مع الظروف في الوقت الحالي:

  • ماذا تقاومين؟
  • ما الذي أفكر بأنه يجب أن يكون مختلفاً؟
  • أين ترفضين الواقع؟ و لماذا ؟
  • كيف تشعرين عندما تحددين الأجزاء التي تقاومينها من حياتك ؟

بعد ذلك يمكنك البدء في زرع بذرة التغيير عن طريق التساؤل عما إذا كنتِ مخطئة في ذلك التفكير.

تقبل الظروف و تحقيق الأهداف

الاعتقاد بأنني يجب أن أكون في وضع أفضل الآن هو مقاومة حقيقة الواقع . الحقيقة هي أنك بالضبط حيث من المفترض أن تكوني.

عندما تقاومين الحقيقة ، فأنت تصدقين كذبة تقودك إلى الشعور بالرهبة و عدم الكفاءة مما يقلل من إنجازاتك و السعي لأهدافك.

ليس من الضروري أن تكوني سعيدة لأنك لم تحققي هدفك. هذا يبدو سخيفاً نوعاً ما ، أليس كذلك؟ لذلك هذا ليس واقعياً أيضاً.

و لكن عندما تعتقدين أن ما حققته لهذا العام هو بالضبط المكان الذي من المفترض أن تكوني فيه. و تتقبلين أنك ستستمرين و لكن بشكل مختلف تماماً ؛ ستغيرين نظرتك إلى ما حققته العام الماضي و سترينه كبيانات قيمة ستساعدك على اتخاذ قرارات للمضي قدماً و ليس فشلاً.

ستتوقفين عن الشعور بالسوء ، و ستلاحظين الأشياء التي لم تفدكِ ، و ما الذي فادكِ حقاً حتى تتمكني من التركيز على القيام بالمزيد من ذلك.

و ستكون تجربتك هذا العام كخطوة إلى الأمام في عملية التعلم للوصول إلى أهدافك و الاقتراب منها.

و ستتشجعين على الاستمرار بدلاً من الإحباط و الرغبة في الاستسلام و إحراق كل شيء.

لا يعني قبول ظروفك أن تشعري بالسعادة حيالها ، و إنما أنك لن تضعي كل طاقتك في التركيز على سبب اختلافها عما هي عليه. لأنك تعلمين أن القيام بذلك لن يكون مفيداً لك أو لأي شخص آخر.

ربما ليس هذا ما دعونا الله من أجله. ربما يكون الواقع مختلفاً تماماً عما توقعناه. إنه أمر مؤلم حقاً. قد يكون كل هذا صحيحاً. و مع ذلك ، فإن الاعتقاد بأنه يجب أن يكون مختلفاً ، يجعلنا نشعر بالسوء فقط و لا يغير شيئاً!

ما الذي ساعدني في تقبل الظروف التي كنت أمر بها؟

و الجواب يا أوركيدتي هو فكرتان مختلفتان:

  1. هذا ما يجب أن يكون عليه الأمر ، حتى لو لم أفهم لماذا ، هذا جزء من خطة أكبر مني، خطة لا يمكنني فهمها أو تخيلها .
  2. ثقتي في إلهي الذي هو أكبر بكثير من هذه المشكلة أو الظرف.

أنا أؤمن حقاً أن مهارة (القدرة على قبول ظروفك) هي واحدة من أهم الأشياء التي يمكن أن ننميها. لأنها تؤثر على طريقة تفكيرنا و كيف نشعر ، و تؤثر على كيفية تعاملنا و كل جانب من جوانب حياتنا.

فعندما تبدأين في قبول ما هو موجود في حياتك ،  فأنت تحررين من قبضتك مما لا يمكنك السيطرة عليه  و يمكنك التوقف عن إنفاق الكثير من الوقت و الطاقة و الاهتمام على ما تقاومينه ، و عندما تضعين الرجاء و الثقة ، ليس في الظروف أو الناس و إنما في الله ، فإن ذلك يجلب لك قدراً هائلاً من الطمأنينة.

القبول ، رغم صعوبته ، يجلب السلام و السكينة.

شكرًا على وصولك إلى هنا .. تمنياتي لكِ بحياة طيبة

إذا أردت أن تعرفي المزيد عن القبول و التسليم، فإن المقالات التالية التي أقترحها عليك ستفيدك:

التسليم .. التصالح مع مجريات الحياة

الظروف الصعبة و علاقتها بالنقلة الإيجابية في حياتنا

التقبل .. سر العيش بتناغم مع الحياة

فكرتين عن“كيف يمكن أن يساعدك تقبل الظروف على تحقيق أهدافك ؟”

  1. ممتنة لك من كل قلبي يا عزيزتي هناء على مقالتك الرائعة، اعترف قراءتها عده مرات وفي ايام مختلفة لأتشرب كل تلك المعلومات القيمه ولأبدأ بتطبيقها في حياتي حالياً. ومثلما ذكرتي فإنني أنا أيضاً أمر في فتره في حياتي أعدها تحدياً كبيراً لكل ما سبق لي خوضه. وقد أتت مقالتك لتخفض كمية التوتر التي كانت قد تسللت إلى حياتي. أشكرك من كل قلبي مجدداً على هذا الكنز الثمين. وانتظر مقالاتك المقبلة بفارغ الصبر ✨

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

error: Content is protected !!
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك إشعارات نشر مقالات مبوبتك المفضلة مباشرة إلى بريدك الإلكتروني

اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك إشعارات نشر مقالات مبوبتك المفضلة مباشرة إلى بريدك الإلكتروني

 

ستصلك أحدث المقالات، سلسة "إنجازات ملهمة" الشهرية و الحصرية، آخر المنتجات و العروض في متجرنا، و مستجدات الموقع

 

ملاحظة: نحن نحترم خصوصيتك، و نقدر راحتك بعدم إزعاجك بالرسائل غير المرغوب بها، لذا نعدك بأنه لن يتم استخدام عنوان بريدك الإلكتروني إلا في الموقع 

إختيارك من المبوبات

لقد تم تأكيد اشتراكك معنا!!! أهلاً و سهلاُ بك بيننا

Pin It on Pinterest

Share This